الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإسلام لا يعرف هذا النوع من العبث واللهو بأعراض المسلمات

السؤال

تعرفت على شاب من خلال النت ونحن نكلم بعضنا البعض والأهل من اتجاهي لا يعلمون ذلك أما بالنسبة له أخوه الأكبر يعلم يقول لي إنه يحبني كثيرا ولا يستطيع الاستغناء عني ويريد أن يتزوجني ولكن قبل ذلك يريد أن يتعرف عليّ أكثر, المشكلة أنني أحبه كثيرا ما أعجبني فيه هو نصائحه الدينية، طريقة كلامه، أسلوبه، هدوءه بهذه الأشياء أوقعني بحبه لا أستطيع الاستغناء عنه، لم يخطبني إلى الآن لأن والديه مرضي يسمعني الكلام الجميل وأخبرته أنني أحبه وارتحت له وهو الآن ما أشعر به هو أنه متمسك بي كثيرا، ولكن طلب مني أن أسمعه أيضا الكلام الجميل، وقال لي أعلم أنك تخافين أن آخذ عنك فكرة خاطئة وما إلى ذلك هو يقول لي إنه يحتاجني كثيرا ماذا أفعل لا أريد أن أخسره لذلك أحرص على عدم مضايقته؛ لأنني أحسست أنه محتاج إلي، ماذا أفعل؟ رأيته مرة سلمت عليه فقط، ولم نقعد مع بعضنا البعض، أريد أن أتعرف عليه من قرب بماذا تنصحني أخطأ في حقي عدة مرات إلا أنني أسامحه لأن قلبي تعلق به كثيرا حاول الكثيرون التعرف علي بمكان عملي إلا أن هاا الشخص هو الذي تمكن من نيل قلبي، أفيدوني يرحمكم الله؟ أنتظر الجواب بفارق الصبر وأرجو أن يفرحني لا أريد تركه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذه العلاقات مدخل من مداخل الشيطان ليبرر إقامة علاقات بين الشباب والفتيات بحجة الزواج، فتكون العلاقة أولا كلاما بالمعروف، ثم بعد ذلك يأخذ الكلام اتجاها آخر بحجة زيادة التعرف تمهيدا للزواج، ثم قد يكون لقاء بعد ذلك إلى آخر هذه الخطوات الشيطانية التي حذرنا الله سبحانه منها والتي قد تنتهي بالوقوع في الفاحشة والعياذ بالله. قال سبحانه: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ {النور: 21}.

والإسلام لا يعرف مثل هذا النوع من العبث واللهو بأعراض المسلمين، فمَن يُرد الزواج فعلاً فهناك طرقه الشرعية من النظر إلى من يريد خطبتها ثم القيام بخطبتها من وليها، وفي فترة الخطوبة يتم التعارف بين الاثنين في وجود الأهل والمحارم وبدون خلوة.

فعليكِ أن تتوبي إلى الله توبة صادقة من علاقتك وكلامك مع هذا الشاب، وتقطعي كل علاقة لك به قبل أن تندمي حيث لا ينفع الندم مع الاجتهاد في الأعمال الصالحة لعل الله أن يغفر لك ويبدل سيئاتك حسنات، فقد قال الله تعالى: إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً {الفرقان: 70}. وأيقني أن التصبر والتعفف يجازي الله تعالى عليهما بالعفة والصبر؛ كما في الحديث: ومن يتصبر يصبره الله، ومن يستعفف يعفه الله، وما أعطي أحد عطاء خيرا وأوسع من الصبر. رواه الشيخان.

وإن كان الرجل جادا في رغبته في الزواج فليتوجه إلى وليك ويتقدم للزواج منك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لم ير للمتحابين مثل النكاح. رواه ابن ماجة وغيره وصححه الألباني، ولا مانع من التعرف عليك ولكن تحت سمع وبصر أهلك وفي وجود محرم لك. وللفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية: 94856، 1932.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني