الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشيطان يوحي للعبد أنه بمأمن من الفتنة

السؤال

قبل فترة انضممت لمجلس يهدف الى تطوير الكلية بالجامعة ، وهو مجلس طلابي يقوم ببحث الخلل في الدراسة و التدريس و ذلك بهدف التطوير و التحسين، و لكن المجلس به فتيات، و قبل انضمامي صليت صلاة الاستخارة، و الآن أنا محتار ، هل أبقى أم أنسحب لأن المجلس به اختلاط ، كما أنني محرج من الانسحاب في هذا الوقت بعد أن دخلته ؟ فهل يجوز لي أن أبقى إذا أمنت على نفسي ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فاعلم أن الأصل في اختلاط الذكور بالإناث هو المنع سدا لذريعة الفتنة بينهما، وقد جاء الشرع بمنع وتحريم ما هو أهون من ذلك وهو النظر، فكيف بالمخالطة والتي هي مع كونها مستلزمة للوقوع فيما نهينا عنه من النظر للأجنبيات أقرب ذريعة للوقوع في الفواحش، وقد روى الإمام مسلم في صحيحه عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء. رواه مسلم.

ولئن فرض ترتب مصلحة من هذا المجلس فإن الواجب القيام بذلك بالوسيلة المباحة وذلك بالفصل بين الجنسين، وكل يدلي بدلوه ويرفع تقريرا بما يراه من أسباب لتطوير أو علاج الأوضاع الكائنة ليتم النظر فيها وتقييمها من قبل أولي الأمر بالجامعة مع التنسيق بين المقترحات من الجهتين.

والحاصل أن الذي ننصحك به هو الانسحاب من هذا المجلس فإن السلامة في الدين لا يعدلها شيء، وإن الله أحق أن تخشاه، وليس في الانسحاب من حرج، والظاهر أن هذا الشعور من تلبيس الشيطان عليك وكذلك إيحاؤه إليك أنك فوق هذه الفتنة، أو أنك تأمن على نفسك منها.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني