السؤال
هل كان النبي صلى الله عليه وسلم بعد سلامه من كل صلاة يقبل بوجهه على المصلين مباشرة أم بعد الاستغفار, متى كان يفعل ذلك وهل كان يقرأ آية الكرسي والمعوذات الثلاث قبل سبحان الله 33 مرة.... أم كان يقول سبحان الله 33 مرة... قبل آية الكرسي والمعوذات؟
الإجابــة
خلاصة الفتوى:
الظاهر أن استغفاره صلى الله عليه وسلم كان قبل أن يتوجه إلى المصلين لأنه كان بعد السلام مباشرة، أما قراءة آية الكرسي والمعوذات والتسبيح والتحميد والتكبير ثلاثاً وثلاثين فقد صح عنه أنه رغب في ذلك ولم يثبت أنه كان يواظب عليه، ولم نجد دليلاً على استحباب تقديم قراءة آية الكرسي والمعوذات على التسبيح وما بعده ولا عكس ذلك، وللمسلم أن يبدأ بأي ذلك أراد.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان يستغفر ثلاثاً عندما يسلم من الصلاة، كما صح عنه أنه كان يقبل على الناس بوجهه عندما ينتهي من الصلاة أيضاً، والذي يظهر أنه كان يستغفر بعد السلام مباشرة أي قبل أن يقبل على المأمومين بوجهه، لكن لا مانع من تأخير الاستغفار إلى ما بعد الإقبال على الناس لأن ذلك كله مستحب.
ففي صحيح مسلم عن ثوبان قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من صلاته استغفر ثلاثاً وقال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، قال الوليد: فقلت للأوزاعي: كيف الاستغفار؟ قال: تقول: أستغفر الله أستغفر الله.
ورواه الترمذي بلفظ: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن ينصرف من صلاته استغفر الله ثلاث مرات ثم قال: اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام.
قال في تحفة الأحوذي: قال النووي: المراد بالانصراف السلام. انتهى.
وفي صحيح البخاري: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه.
قال ابن حجر: فالمعنى إذا صلى صلاة ففرغ منها أقبل علينا لضرورة أنه لا يتحول عن القبلة قبل فراغ الصلاة. انتهى.
أما قراءة آية الكرسي والتسبيح والتحميد والتكبير ثلاثا وثلاثين فقد صح عنه أنه رغب في ذلك، لكن لم نطلع على ما يدل على تقديم التسبيح وما بعده على قراءة آية الكرسي والمعوذات ولا عكس ذلك، والظاهر أن الأمر في ذلك واسع .
وقد جاء في فتاوى الشيخ ابن باز رحمه الله في صدد بيان الذكر المشروع بعد السلام من جميع الصلوات الخمس: أن يقول بعد السلام: أستغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام، لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لا حول ولا قوة إلا بالله، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، لا إله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد. وإن إكان إماما شرع له الانصراف إلى الناس ويعطيهم وجهه بعد قوله أستغفر الله ثلاثاً، اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، وللإمام عند الانصراف أن ينصرف عن يمينه أو عن شماله لأن النبي صلى الله عليه وسلم فعل هذا وهذا، ويستحب للمصلي أيضاً بعد كل صلاة من الصلوات الخمس بعد الذكر المذكور أن يقول: سبحان الله والحمد لله والله أكبر ثلاثاً وثلاثين مرة. فتلك تسع وتسعون، ويقول تمام المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير، لأنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم الترغيب في ذلك وبيان أنه من أسباب المغفرة، ويشرع للمصلي أيضاً بعد كل صلاة من الصلوات الخمس أن يقرأ آية الكرسي بعد هذه الأذكار، وأن يقرأ قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس. ويشرع أن يكرر هذه السور الثلاث بعد المغرب وبعد الفجر وعند النوم ثلاث مرات، لورود الأحاديث الصحيحة في ذلك.
وراجعي للفائدة الفتوى رقم: 42164، والفتوى رقم: 4817.
والله أعلم.