الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشك في صحة الصلاة والصيام وخروج الحدث

السؤال

أنا أختكم في الله عمري 53 سنة غير متزوجة ماكثة بالبيت قمت بتربية إخوتي جميعا بعد وفاة أمي حتى كبروا وفي السنوات الأخيرة مرض أبي وشل وقمت بكامل واجبي اتجاهه حتى وافته المنية، مع كبر إخوتي كبرت مشكلتي وهي الوسواس في الصلاة والصيام والطهارة، بحيث لما يحين وقت الصلاة ينتابني الخوف ولما أصلي أشك في صحتها وعدد الركعات أيضا كما أنه يخرج مني ريح وهّذا دائما بحيث يكثر عند الصلاة وأنسى كثيرا وأحس بأنه نزلت علي قطرات من البول وكل هذا أحسه بأنني أنا التي أتعمد فعله وأنا غير راضية على ذلك وأيضا في الصيام وخاصة في شهر رمضان فإنني أتعذب كثيرا كل ما أراه من أكل أقول بانني أكلته أو شربته وأقول بأنني متعمدة فعل ذلك بحيث لا أقترب من المطبخ طيلة شهر رمضان المعظم ويجب أن يكون معي شخص يراقب تصرفاتي وإلا فإنني أتعذب مع الوسواس وكذلك في الصلاة يجب أن يجلس معي شخص يراقب صلاتي حتى أتأكد من صحتها وفي الوضوء نفس الشيء أنسى عدد المرات وأحس بأنني تبولت أو خرج مني ريح وهكذا أبقى أعيد في وضوئي حتى أنني أمرض وخاصة بالزكام ومرض الأذنين، إنني أتعذب كثيراً وخوفي من الله يعذبني أكثر وأكثر فأقول بأنني أفعل كل هذه الأشياء متعمدة ودون مرضاتي وبهذا فإن الله سياحسبني ويعذبني ولن يقبل صيامي وصلاتي وعباداتي له، ستقولون لي اذهبي إلى أطباء نفسانيين فلقد فعلت وستقولون قومي بالرقية الشرعية فلقد فعلت وكان دون جدوى حاولت مع نفسي ولكن لا جديد بالعكس حالتي ازدادت سوءا وأصبح الوسواس مستعصيا متواجداً معي لا يمكن الشفاء منه، أرجوكم إخوتي في الله أفتوني في هذه الحالة الصعبة فأنا خائفة جداً من عذاب الله يوم الحساب وخاصة أنني أتعمد فعل هذه الأشياء وأنا غير راضية على ذلك، ساعدوني جزاكم الله خيراً وأفتوني في سؤالي وهذا في أقرب وقت ممكن؟ وشكراً جزيلاً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يمن عليك بالشفاء عاجلاً غير آجل، وأن يرزقك الراحة والطمأنينة، ثم اعلمي أن الله سبحانه وتعالى من فضله وكرمه وعدله لا يكلف نفساً إلا وسعها، ولا يعاقب المسلم من غير ذنب، بل يغفر الذنب ولا يعاقب على الخطأ والنسيان، فلتريحي نفسك، ولا تحمليها ما لم تكلفي به ولا تقنطي من الشفاء، فإن ذلك من القنوط من رحمة الله وهو ذنب عظيم.

ثم إن كل ما ذكر من الخوف والشك في صحة كل صلاة وعدد ركعاتها والشك في خروج الحدث من بول أو غيره، والشك في حصول الأكل أثناء الصيام كل ذلك بسبب الوسوسة والاسترسال معها، ولا علاج أنفع في هذا الأمر من الالتجاء إلى الله تعالى، والاستعاذة به والإعراض عن كل هذه الوساوس والخطرات، والمداومة على قراءة المعوذتين، ولو أن المسلم عندما يصاب بالوسوسة يعرض عنها ويعصي ما يملي إليه الشيطان من تلك الخطرات والأوهام لما تفاقمت عليه، ولما وصل الأمر إلى مثل هذه الحالة، ثم اعلمي أنه لا عبرة بهذه الشكوك الكثيرة في صحة الصلاة والوضوء، فالموسوس الذي كثرت شكوكه شكه غير مؤثر في صحة العبادة، ولا يلزم منها سجود سهو، وكذلك لا عبرة بالشك في الأكل أثناء الصيام لأن الأصل عدم الأكل فلا يفطر الصائم إلا إذا تيقن أنه تناول مفطراً، وللمزيد من الفائدة فيما يتعلق بالموضوع يراجع الفتوى رقم: 101633، والفتوى رقم: 49459.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني