الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم تحجب الأخت من أخيها خوف الفتنة

السؤال

أرجو أن يتسع صدر فضيلتكم للرد في هذه المسألة بالتفصيل لما لها من أهمية فتاة صغيرة لم تبلغ العاشرة كانت تنام في حجرة واحدة مع إخوتها الصبيان وكان أكبرهم في حوالي الثانية عشر ولكن كل منهم كان في سرير منفرد لضيق المسكن ، لاحظت الأم جلوس أحد إخوتها بجوارها وهى نائمة فخصصت لها مكانا للنوم خارج الحجرة رغم ما فيه من مشقة وعملت على ألا تتركهم منفردين .
وبعد حوالي ثلاث سنوات بلغت هذه الفتاة وهى على خلق وتدين وهى منتقبة من أول يوم بلوغ لها برغبتها.
والتزم هذا الأخ بالسنة من لحية وغيرها حوالى سنة وكانت علاقتهم مع بعض طيبة.
وبعد فترة قطعت الفتاة علاقتها بهذا الأخ تدريجيا وأصبحت ترتدي النقاب أمامه دون إخوتها وعندما سألتها الأم عن السبب قالت إنه في حكم الأجنبي بالنسبة لها والسبب أنها تؤكد أنه كان ينظر عليها تلصصا وهى في الحمام وهو كبير.
هي مقتنعة تماما بذلك وهو ينكر بشدة ذلك الفعل ويقول إنه تاب عما ما بدر منه وهو صغير وندم بشدة.
علما بأن هذا الأخ متذبذب في إيمانه وهو حاليا يصلي ويتكاسل عن الصلاة أحيانا ويتحدث مع فتاة أجنبية عنه ويخرج معها .
السؤال ما الحكم لو حدث فعلا منه وما هي حدود علاقتهم ببعض ؟
هل تأثم لعدم الكلام معه وتغطية الوجه أمامه ؟
أم هذا التصرف سليم منها؟ وهل في ذلك قطيعة رحم أم لا ؟
أرجو أن توضح لها فضيلتكم كل هذا بالتفصيل وتنصحها ماذا تفعل؟
وماذا يفعل الأب والأم حيال الابن فهم يعاملونه بالحسنى حتى لا يتحول للأسوأ وهى تغضب منهم لذلك.
وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما لاحظته تلك الأم من جلوس ذلك الأخ بجوار أخته وهى نائمة... وما أكدته هي نفسها من نظره إليها تلصصا وهي في الحمام بعد أن صار كبيرا... وربما غير ذلك من الأمور التي قد لا يكون قد اطلع عليها أحد من أهل البيت...

نقول: إن هذه الأمور تجعل أن ما قامت به الفتاة من التنقب أمام أخيها ذاك، هو التصرف المناسب، وليس فيه قطيعة رحم.

قال السرخسي في المبسوط: إنما يباح المس والنظر إذا كان يأمن الشهوة على نفسه وعليها، فأما إذا كان يخاف الشهوة على نفسه أو عليها، فلا يحل له ذلك. انتهى.

وقال الباجي في شرح المنتقى: لا خلاف في منعه -أي النظر إلى أحد المحارم- على وجه الالتذاذ والاستمتاع به. اهـ

وخصوصا أن الأخ المذكور -فيما يبدو- غير مكترث بأمر الدين، لما ذكرته عنه من تذبذب في إيمانه، وأنه يتكاسل عن الصلاة أحيانا، ويتحدث مع فتاة أجنبية ويخرج معها...

ومن هذا يتبين لك حدود العلاقة بين الأخ وتلك الأخت، وماذا على الأبوين أن يفعلاه من الحيلولة بينهما.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني