الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قيام المرأة بتغيير ملابس الشيخ الكبير وتنظيفه

السؤال

لا أعرف كيف أبتدئ المهم أنا في حيرة من أمري هل ما قمت به كان صوابا أم تراني قد أذنبت بدون قصد والله إنه اقتناعي بأنه الواجب المفروض علي.
القصة كالتالي أعيش في البيت أنا وأمي وأخ لي أصغر مني أنا موظفة غير متزوجة أساعد أمي في كل أعمال البيت وأقوم بكل لوازم البيت أبي متوفى أحضرت أمي عمها الذي تقدم به السن 90 سنة وتوفيت زوجته لا اولاد له. بعد سنتين أصبح ضريرا ولا يقوى على المشي كنت أقوم بتنظيف ملابسه وبتغيير حفاضاته وكذا بحلق ذقنه المهم أنني كنت أرعاه وكأنه طفل صغير خلال هذه الأثناء لم أعر أي اهتمام ولم أسال نفسي هل الشرع والدين يعتبر ما أقوم به حلالا أم حراما كل ما كان في بالي هو أنه رجل تقدم به السن وهو في حاجة إلى مساعدة مني ومن أمي وكان رحمه الله يحب النظافة كثيرا كثيرا بعد وفاته في يوم من الأيام وأنا أشاهد إحدى القنوات الدينية كان درس من دروس المحارم بعد انتهاء البرنامج سألت نفسي هل كل ما قمنا به أنا وأمي اتجاه عمها هل هو عمل صالح وهل هولنا أم علينا خصوصا وإنني كنت أجرده من ملابسه قصد الغسل والتنظيف والله العظيم لأنه رحمه الله كان يحب الغسل وتغيير ملابسه بين الفينة والأخرى إضافة إلى أنه كان حاملا لكتاب الله فهو إمام سابق كان يقضي ليله ونهاره في سرد القران الشيء الوحيد الذي بقي في ذهنه ولسانه إلى آخر لحظة في عمره .
هذا هو سؤالي جزاكم الله خيرا أريد جوابا عاجلا من فضلك فأنا أخاف أن أكون عملت معصية بدون قصد والله.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس من شك في أن مساعدة العجزة والمحتاجين فيها من الخير والأجر ما لا يعلم قدره إلا الله تعالى، وخصوصا إذا كان الأمر يتعلق بقريب لك، حامل لكتاب الله وإمام سابق، كان يقضي ليله و نهاره في تلاوة القرآن.

ولكن أي أمر لم يكن المرء يعرف حكمه فإنه يجب عليه التوقف عنه حتى يسأل أهل العلم أولا؛ لأنه لا يجوز لامرئ أن يعمل عملا حتى يعلم حكم الله فيه.

وفيما يخص الموضوع المسؤول عنه فإنه من الممنوع شرعا أن ينظر المرء إلى عورة غيره، ما لم يكونا زوجين أو أمة لسيدها الذي يباح له وطؤها، ويستوي في التحريم الأب والأخ وغيرهما من المحارم، لقول الله تعالى: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ {النور: 31}. وقول النبي صلى الله عليه وسلم: اصرف بصرك. كما في سنن الترمذي وأبي داود.

وقد علمت من هذا أن ما كنت تقومين به غير مشروع في الأصل، ولكنك إذا كنت قد فعلته لعدم إمكان وسيلة أخرى لتنظيف ذلك الشيخ، فإنه لا شيء عليك؛ لأن الضرورات تبيح المحظورات، والحاجة الشديدة تنزل منزل الضرورة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني