الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوسوسة حول النساء وخيانتهن

السؤال

أنا شاب في 30 من العمر أريد أن أتحصن بالزواج وأقضي نصف الدين, و لكني كلما تقربت إلى امرأة لكي أخطبها أوسوس و يخطر ببالي أفكار شيطانية بأنها سوف تخونني آجلا أم عاجلا, خاصة أني كثيرا ما أسمع بحكايات وقعت للناس وأن هذه الظاهرة فشت في مجتمعنا هنا في المغرب العربي, فأمتنع حتى وإن كنت لا أعلم إلا الخير على المرأة التي قصدتها.
أظن أن هدا يتعلق بما صنعت من قبل حينما كنت أدرس في بلاد غربية لمدة عدة سنوات و كنت أعيش في الحرام مع أوروبية و خانتني عدة مرات. فقد كنت في الضلال المبين منغمسا في الحرام والمعاصي. و لكن مند عامين هداني الله عز و جل و تبت إليه و رجعت إلى بلادي ففتح علي ربي خيرات كثيرة دنيوية و دينية والحمد لله. سؤالي: ينقسم إلى 3 أقسام, أولا هل هذا الوسواس الذي يمنعني من خير كبير وصى به و حث عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا و هو الزواج عقاب من عند الله على ما صنعت من قبل من الطامات الكبرى, فاذا كان كذلك هل من الممكن أن يدوم هذا العذاب طوال حياتي و لا أتزوج ؟
ثانيا: هل يجب علي الذهاب إلى طبيب نفسي (ما الحكم الشرعي في هؤلاء الأطباء) ؟
و أخيرا كيف أعلم يقينا أن امرأة هي ذات دين وما هي أوصافها؟
أرجو منكم إجابة مدققة حتى و إن طالت, و جازاكم الله خيرا و بارك الله فيكم و في موقعكم هذا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحمد لله أن هداك إلى التوبة، ونسأل الله أن يشرح صدرك وأن يثبتك وأن يعينك على طاعته، وأن ييسر لك مبتغاك.

واعلم أنه ينبغي الزواج للقادر عليه لما فيه من غض البصر وحفظ الفرج واتباع سنن الأنبياء ورجاء الولد الصالح، إلى غير ذلك من الفضائل، قال الله تعالى: وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرِّيَّةً [الرعد:38].

وعن أبي أيوب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أربع من سنن المرسلين الحناء والتعطر والسواك والنكاح. رواه الترمذي.

ولا ينبغي للمسلم أن يظل في وساوس لا تنبني على شيء، وإنما عليه أن يعقد العزم ويقوي نفسه أمام كيد الشيطان، فإنه لا يفتأ عن محاولة صرفه عن الخير.

وفيما يخص موضوع أسئلتك، فنقول إنه ليس من المستبعد أن يكون ما أصابك من الوساوس حول النساء وخيانتهن، هو بسبب ما ذكرت أنك كنت عليه من المعاصي.

ولكنك إذا تبت إلى الله توبة صادقة فنرجو أن لا تستمر معك تلك الوساوس والشكوك.

ولا مانع من أن تذهب إلى طبيب نفسي مختص، لتعرض عليه أمرك.

وأما الصفات التي تعرف بها المرأة الصالحة،فقد بيناها من قبل في فتاوى كثيرة، ونحيلك فيها على فتوانا رقم: 10561.

والله أعلم.




مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني