السؤال
عندي ولد يبلغ من العمر 13 سنة وهو يمشي وهو نائم في بعض الأحيان
الشيء الذي يؤلمني أنه في أيام رمضان وغير هذه الأيام أيضا يقوم يشرب بعد أذان الفجر دون أن يشعر بذلك فعندما أسأله في الصباح هل قمت شربت يقول لي لا ويحلف بالله أنه غير شاعر بذلك ولأنني أنام بعد صلاة الفجر فأكتشف ذلك في الصباح ولأنني عارفة أنه يمشي وهو نائم فأسكت عن الكلام ولا أرضى أنني أجرحه
بالله عليكم ماذا أفعل لأنني خائفة أن يضيع فضل هذا الشهر الكريم عليه بدون وعي منه.
بارك الله فيكم إخوتي في الله.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان الولد المذكور قد بلغ الحلم فإن عليك أن تساعديه وتحافظي على صحة عبادته، وخاصة فريضة الصوم، فإنها ركن من أركان الإسلام، ولا يجوز لك تركه يشرب وهو لا يشعر.
فإذا كان يتناول المفطرات في حالة نومه دون أن يشعر فعليك أن تجعليها في مكان لا يستطيع الوصول إليه، وذلك بإغلاق المطبخ أو ما أشبه ذلك.
وليس عليه قضاء الأيام التي شرب فيها بعد طلوع الفجر في حال نومه؛ لأن القلم مرفوع عن النائم، ولأنه إذا لم يؤاخذ بالاحتلام وهو خروج المني في النوم فأحرى ألا يؤاخذ بغيره، ومن المعلوم أن خروج المني أبلغ في هتك الصوم من الشرب.
وكذلك الأمر إذا لم يكن بلغ فإن عليك أن تحافظي عليه وتعوديه على أداء العبادة، ولكن الأمر يكون أهون. فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: رفع القلم عن ثلاثة: عن المجنون حتى يفيق، والصبي حتى يدرك، والنائم حتى يستيقظ. رواه أحمد وأصحاب السنن بألفاظ مختلفة. ولما في الصحيحين مرفوعا: من أكل ناسيا وهو صائم فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه.
ولهذه الأحاديث فإنه لا إثم عليه، وكذلك لا إثم على من لم يطلع عليه إلا بعد فراغه. أما من تعمد تركه يتناول المفطرات ولم ينبهه فإنه يأثم لتركه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي هو فريضة من فرائض الإسلام.
والله أعلم.