هل للحجاب والنقاب علاقة بنقصان فيتامين (د) والربو والعمى، كما يزعم البعض؟
2010-04-11 08:48:04 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله،،، وبعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما مدى صحة الدراسات التي تقول بأن الحجاب والنقاب يكونان سببا لنقص فيتامين د؟ ذلك لأن الحجاب أو النقاب - بزعمهم - يحول دون وصول أشعة الشمس إلى البشرة.
وهناك أيضا من يقول بأن النقاب يسبب الربو والعمى, فما رأيكم بهذا الهراء؟ وأيضا هناك من يقول إن الصلاة تضر البدن، هذا ما قاله طبيب عندنا في الدنمارك, فما رأيكم؟
في الختام أرجو أن تجيبوني على كل سؤال من الأسئلة التي طرحتها, وجزاكم الله خيرا على ما تقدمونه لأمتنا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ khalid حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
هناك قواعد عامة شرعية معناها العام هو: ما جعل عليكم في الدين من حرج، يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر، إن هذا الدين يسر، يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، والتي تبين أن الدين هو لفائدة الناس، وليس عقوبة لهم.
كانت الصحابيات رضي الله عنهن محجبات، ولم يذكر التأريخ أن أيا منهن أصيبت بما ينطبق على تعريفنا الحالي من نقصان فيتامين دال، أو لين العظام، أو ترققها.
الحجاب لا يعني أن تمتنع المرأة عن التعرض للشمس في بيتها دون أن يراها الأجانب، وهناك مصادر عديدة للحصول على فيتامين دال غير الشمس، مثل الغذاء والدواء على حد سواء.
في مدينة مثل الدوحة هناك نقص شديد في فيتامين دال عند الجميع، من الذكور والإناث المحجبات وغير المحجبات.
إن الأثر الضار لأشعة الشمس، والذي يعتبر من أسباب الشيخوخة والسرطان يعالج بالحجاب، وإن العالم بأسره في الوقت الحالي يستعمل وبشكل كبير جدا، وأكثر من أي عصر، ما يسمى بالواقيات من أشعة الشمس، فلماذا لا تتهم الشركات المصنعة بأنها تريد أحداث نقص فيتامين دال عند ضحاياها.
إن فيتامين دال يتشكل عند التعرض للأشعة باء، والتي أثرها المسرطن أكبر من أثر الأشعة من النوع ألف، وفي العصر الحالي كل ما حولنا ضد أشعة الشمس، فالسيارات الحديثة نوافذها مانعة أو عازلة للأشعة الشمسية، وكذلك نوافذ الأبراج في البلدان الراقية والمتقدمة، بل هي أكثر عزلا للأشعة بشكل يتناسب طردا مع الرقي المادي والعلمي، والكريمات الواقية التي أصبحت من التقليد أو التقليعة اليومية، فلماذا لا يتهم كل هذا بأنه يسبب نقص فيتامين دال؟!
القاعدة الجميلة في التعرض للأشعة هي أن يكون التعرض محسوبا، أي لا زائدا ولا ناقصا، وأن يناسب كل شخص باحتياجاته، أما أن يسبب النقاب العمى، فهذا كلام يحتاج إلى دليل.
إن النقاب يقلل دخول أشعة الشمس، والتي يمكن أن تحدث الكاتاركت أو الساد أو الماء البيضاء، والتي تقلل من حدة البصر، وهو بالتالي يعمل كالنظارة التي تفلتر الأشعة، وتقلل الأثر الضار للشمس على العين، وتقي من الأمراض المذكورة أعلاه، ولو أخذنا إحصائية بين الدول النامية التي يكثر فيها الحجاب، وبين التي لا نقاب فيها، لكان من المتوقع أن يتكلم الواقع ويظهر أن نسبة العمى أقل عند المنقبات.
يجب أن يكون هناك إحصائيات حيادية حول العمى وزيادة نسبته عند أي فئة من المجتمع، أو في أي نوع من المجتمعات، كما يجب أن يتم تحري كافة الأسباب المحيطة بصدق ونزاهة دون تحامل.
لماذا تعتبر المرأة عصرية ومتفتحة وبعيدة عن العمى إن استعملت النظارة الشمسية، وتتهم بأنها عكس ذلك إن استعملت النقاب الساتر للعين، مع العلم بأننا أجرينا تجربة على اختراق الأشعة فوق البنفسجية فوجدنا أن القماش أقوى من الزجاج في العزل. فالنقاب إن ستر العين وقاها، وإن لم يسترها فكيف يسبب لها العمى دون أن يسترها أو يغطيها (وكأنه غير موجود)؟!
النقاب حسب فهم أعداء الإسلام أن المرأة تستعمله ليل نهار، وفي كل الأحوال حتى وهي تتوضأ أو أثناء النوم، ولا يعرفون أن المرأة المسلمة تعيش حياة الزوجة مع زوجها بكل تفاصيلها الممتعة، ولكنها لا تظهر ذلك خارج بيتها.
أما أن يسبب النقاب الربو فهذا أيضا يحتاج إلى دليل وإحصائيات، فمن المعروف أن الذي لديه ربو ينصح باستعمال الماسك، أو الكمامة في الأجواء المغبرة، وذلك لمنع دخول الذرات والجزيئات التي من الممكن أن تثير الربو إلى صدره، وبالتالي فالنقاب يعتبر واقيا، وليس مسببا.
وإن كان المريض يشعر بضيق النفس فلا حرج في عدم استعمال النقاب، (ما جعل عليكم في الدين من حرج ) و ( يريد الله بكم اليسر ) حسب ما تقدم أعلاه، والمرأة كما ذكرنا لا تستعمل النقاب إلا في المناسبات التي تخشى فيها الفتنة، وليس ليل نهار كما يظن الجهال والمفترون.
أما أن الصلاة تضر بالبدن، فهذا منقوض من خلال النقاط التالية:
- الصلاة دعوة للنشاط والحركة وترك الكسل والخمول والفراش.
- ومن أولها فهي تبدأ بالوضوء، وهو نظافة وضد الأمراض التي سببها القذارة.
- الاستنشاق والاستنثار يقلل من احتمال أن يكون الأنف (وهو من أقذر البؤر الجرثومية في الجسم) مستودعا جرثوميا، إذ يلاحظ أن الذين لا يستنثرون، ويقومون بنكش أنوفهم بأصابعهم، يصابون بالتهابات جرثومية قيحية على الوجه، وفي مواضع أخرى من البدن.
- المشي إلى المساجد للصلاة رياضة تناسب جميع الأعمار، وفي المجتمعات الغربية يدعون إلى الرياضة ويشجعون رياضة المشي، ويعتبرونها الرياضة المثالية للجميع.
-القيام في الصلاة يعطي الفرصة للجسم لتكوين فيتامين دال وتقوية العظام بفرصة أكثر من ذلك الذي لا يقوم، ويمضي وقته جالسا أو مستلقيا.
قد ورد في النصائح الطبية أن يقوم الإنسان وأن يحمل سلة الأغراض في الأسواق بدل العربة، وذلك ليحرض الجهاز العظمي على زيادة الكالسيوم فيه وتقويته.
الحركات في الصلاة تشمل جميع المفاصل تقريبا، فهي رياضة لطيفة تناسب النساء والرجال والأطفال وحتى كبار السن دون إجهاد، وتحرك أغلب إن لم يكن كل العضلات والعظام والمفاصل.
وضع الرأس على الأرض في السجود خاصة في صلاة الصبح، يساعد على تفريغ الجيوب الأنفية والتخلص من الاحتقان الذي قد يكون سببا للصداع الصباحي غير المعروف سببه، وهناك من يقول بأن السجود يؤدي إلى تفريغ الشحنات من الجسم، وذلك عن طريق التلامس مع الأرض.
إن كان هناك عذر لعدم القيام بأي حركة ضارة، فالإسلام قد أجاز الصلاة من غير هذه الحركة واعتبرها صلاة صحيحة، والإسلام أجاز صلاة القاعد والمستلقي إن كان هناك حرج أو عذر، وأجاز التيمم إن خشي الضرر.
إننا نقوم بصلاتنا كعبادة، وليس كرياضة وفائدة، وبالتالي فنحن نجني ثمارا عديدة من خلال ممارسة واحدة بفضل الله تعالى.
لا أدري ما الضرر الذي يمكن للمسلم أن يجنيه من خلال النشاط والحركة والنظافة، وتحريك كامل عضلات ومفاصل الجسم بحركات غير عنيفة وبشكل دوري متكرر، على ألا يشعر بالألم وألا يقوم بما فيه ضرر له!!
وختاما: يقول الشاعر (وبتحفظ)
فإذا أتتك مذمتي من ناقص ** فهي الشهادة لي بأني كامل.
فمن هذا الإنسان الذي لم يؤت من العلم إلا قليلا ليفتري على الله تعالى وعلى أحكام ديننا دين الحق، فديننا الحق، يمنع السرقة ويمنع أن تحتل دولة أخرى لتستولي على أموالها ومواردها، ويمنع الفساد الحكومي والرشوة، ويمنع استغلال المنصب ويحض على العمل والكسب الحلال، وكل ذلك لا يناسب المفسدين وغير الشرفاء، لذلك فهم يتهجمون على الإسلام ليوفروا لأنفسهم فرصة يجدون فيها المكاسب.
كما أن ديننا يحرم الخبائث بكل صورها، ولكن من يعشق الخبائث يجد أن الإسلام عقبة أمامه فيتحامل عليه ويحاربه للوصول إلى ما يصبو إليه من الخبث، ولنسمع إلى ما قاله أصحاب لوط: (أخرجوهم من قريتكم إنهم أناس يتطهرون) أي أنهم لا ذنب لهم إلا الطهارة، وقومهم كارهون للطهارة، فأمروا بإخراجهم بحجة الطهارة.
هذه إجابة على استعجال، ولكنكم لو بحثتم لوجدتم الكثير مما ينقض كلام هؤلاء المتحاملين، خاصة إن سألتم أصحاب الاختصاص المتعلق بسؤالكم، كأن تسألوا طبيب العين وطبيب الربو وطبيب المفاصل، والطبيب العام من أمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم.
ومن الدليل على تحاملهم أنهم يهاجمون الرسول عليه الصلاة والسلام دون أن يعرفوه، ويستهزؤن به من غير سبب، وهو نبي الرحمة وهو الرسول الذي أرسله الله رحمة للعالمين، وهو الرسول الذي أرسل للناس كافة بشيرا ونذيرا، فهو لا يتعصب ضد أمة ولا طائفة، بل يفرح عندما يدخل يهودي في الإسلام حتى ولو كان ممن يحاربه بالأمس.
وبالله التوفيق.