آلام الأمعاء التي تمتد إلى المستقيم وارتباطها بالقولون العصبي
2010-03-04 09:55:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا فتاة أبلغ من العمر ما يقارب 30 وزني 112 كيلو، وطولي 156 سم من فترة طويلة أشعر بألم في أمعائي يمتد إلى المستقيم، مع آلام في ظهري يأتي من وقت لآخر، عند الألم يتوقف البراز العادي ليوم، وأحياناً يومين، وينزل بدل البراز مادة مخاطية مثل البلغم، مع خيوط بيضاء تشبه العروق البيضاء في البطيخ أو الحبحب، ويكون نزوله فيه صعوبة مثل حالة الإمساك، أريد أن أعرف ما تشخيص المشكلة؟ وما العلاج؟
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ طلبي رضا الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهذه الأعراض من أعراض القولون العصبي، والقولون العصبي هو اضطراب مزمن في وظيفة القناة الهضمية، وخاصة الأمعاء الغليظة (القولون) وتكون فيها استجابة الجهاز الهضمي غير طبيعية لأنواع محددة من المأكولات أو المشروبات، وغالباً ما يحدث عندما يتعرض الشخص لبعض الحالات النفسية فتؤدي إلى تعامل غير طبيعي للجهاز الهضمي، وأعراض مثل انتفاخ في البطن معها كثرة الغازات وآلام متكررة وإسهال أو إمساك وخروج مخاط.
والقولون العصبي هو اعتلال وظيفي مؤقت ومتكرر للجهاز الهضمي وليس بمرض عضوي، أي: أن الأعراض ليست بسبب التهاب أو جراثيم أو أورام أو غير ذلك، إنما هي ناتجة عن تقلصات واضطراب في حركة الأمعاء.
وكما ذكرت فإن من أهم الأمور بالنسبة لهذا المرض أنه مزمن ومتردد، أي: أنه غالباً ما يستمر مع الإنسان لسنوات طويلة، وقد يبقى معه طوال عمره، وتتردد الأعراض وتزداد في فترة معينة، وتخف في أخرى أو تزول لفترة معينة، وتظهر مرة أخرى فيما بعد، وهكذا يلاحظ معظم المرضى أن الأعراض تزداد مع القلق واضطراب الحالة النفسية، كما أنهم يشعرون بالتحسن أثناء الإجازات، وفي فترات استقرار الحالة النفسية.
ومن الأسباب الأخرى التي تزيد الأعراض: بعض أنواع الأطعمة والتي تختلف من شخص لآخر، والبهارات أو الحليب.
وأعراض هذا المرض لا تكون موجودة كلها عند جميع المرضى، ولكن قد يكون لدى أحد المرضى معظم هذه الأعراض، والمريض الآخر ليس عنده سوى بعضها، فلكل مريض نمط معين من الأعراض تتكرر عنده من وقت لآخر، ومن ناحية أخرى فإن الآلام والإسهال تخف أثناء النوم، ولا يخرج دم مع البراز من القولون العصبي، إلا أن الإمساك قد يسبب بواسير، وهذه قد تسبب خروج دم مع البراز.
ولتوضيح الأعراض أكثر فإننا نفصل بعض الشيء للأعراض؛ حيث يكون عند من يشكو من هذا المرض الوظيفي:
- آلام مزمنة في أي موضع من البطن، وأكثر ما يكون في أسفل البطن مع انتفاخ في البطن، وخاصة بعد الوجبات.
- اضطراب في عملية التبرز، وإمساك مع صعوبة في إخراج الفضلات، فأحياناً يخرج البراز على شكل قطع صغيرة جافة، وأحياناً يكون البراز سائلاً يشبه الإسهال، وتتقلب الحالة عند معظم المرضى بين الإمساك والإسهال، من وقت لآخر.
- شعور بعدم الارتياح بعد الخروج من الحمام؛ حيث يشعر المريض بأن الفضلات لم تخرج كلها من بطنه، إلا أن الألم قد يخف بعد التبرز.
- خروج مخاط أبيض مع البراز، كما هو الحال عندك.
ولا تقتصر أعراض القولون العصبي على ما سبق، بل هناك أعراض كثيرة قد تحدث في أجزاء من الجسم، وقد ينزعج منها المريض، ولكن مهما عمل الطبيب من فحوصات، فإنه لا يجد أي سبب آخر، ومنها:
- شعور بالإرهاق والتعب العام.
شعور بالشبع وعدم الرغبة في الأكل، ولو بعد مضي وقت طويل بعد الوجبة السابقة.
- آلام في أسفل البطن أثناء التبول، وأحياناً الشعور بالحصر.
- آلام شبيهة بوخز الإبر في عضلات الصدر والكتفين والرجلين وغيرها.
وهناك أمراض كثيرة غير القولون العصبي قد تؤدي إلى مثل هذه الأعراض، والطبيب وحده هو الذي يستطيع تشخيص مرضك بعد المعاينة وإجراء الفحوصات الطبية اللازمة.
وكما ذكرنا أيضاً فإن من مميزات هذا المرض أن المريض لا يستيقظ في الليل بسبب الألم، أما الأمراض الأخرى مثل قرحة الاثنى عشري أو التهاب المعدة أو التهاب لقولون فإن المريض قد يستيقظ في الليل بسبب الألم.
ولتفهم هذا المرض هناك حقائق قد تفيدك في التأقلم مع هذا المرض، وهي:
- أن هذا المرض ليس عضوياً، بمعنى أننا لو فتحنا البطن وتفحصنا الأمعاء لوجدناها سليمة؛ ولهذا فإن الفحوصات التي يعملها لك الطبيب غالباً ما تكون نتائجها كلها سليمة.
- هذا المرض مزمن، وقد يستمر معك طوال العمر، فعليك أن تصبر وتحتسب الأجر عند الله، وتحاول أن تتكيف مع أعراض المرض.
- مهما طالت مدة المرض معك فهو لن يؤدي إلى أي مضاعفات أو أمراض أخرى، فهو لا يؤدي إلى نزيف أو التهاب أو سرطان، ولا إلى غير ذلك.
- لا يوجد علاج يقطع هذا المرض ويشفيك منه، ولكن الطبيب سوف يصرف لك بعض الأدوية التي تخفف بعض الأعراض، مثل الأدوية التي استخدمتها، وتساعد هذه الأدوية على تحمل الأعراض، وتمكنك من التعايش مع هذا المرض، والاستمرار في ممارسة أعمالك وحياتك اليومية بشكل طبيعي.
- لكل نوع من الأعراض ما يناسبه من الأدوية، ومن أهمها:
الإمساك وصعوبة التبرز: ويستعمل له الملينات التي تزيد نسبة الألياف داخل القولون، وتجعل البراز متماسكا، وتسهل خروجه عند قضاء الحاجة، وتجعلك تشعر بالارتياح بعد التبرز، وهذه الأدوية لا يمتصها الجسم، ولا تهيج الأمعاء، ولا يضر استعمالها لمدة طويلة، ولكن قد لا تحس بفائدتها إلا بعد عدة أيام.
آلام البطن: تستعمل لها الأدوية التي تهدئ من تقلصات الأمعاء، ولا داعي للاستمرار في استخدامها لمدة طويلة، ولكن احتفظ بها في المنزل، واستعملها حين تشتدّ عليك الآلام، مثل الدسباتالين.
الغازات وانتفاخ البطن: قد ينفع معها استخدام الكربون والدسفلاتيل أو الملينات، وكذلك تجنب الوجبات الدسمة قد يساعد على تخفيف هذه المشكلة.
الإسهال: يستعمل له مضاد الإسهال عند الضرورة.
وقد يرى الطبيب أنك تحتاج لبعض المهدئات النفسية، وقد تكون الاضطرابات النفسية هي السبب في اشتداد أعراض القولون العصبي.
ومن ناحية الغذاء فيجب أن يراقب المريض نفسه لكي يتعرف على الأطعمة التي تزيد الأعراض وتقلل منها أو تتجنبها إن كان ذلك لازماً.
وبالله التوفيق.