رفض الأم تزويج بنتها
2003-10-18 17:36:45 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا أدري من أين أبتدئ بسؤالي لكن وباختصار شديد: إني قد تعرفت على فتاة بالإنترنت وأحببتها من كل قلبي وهي كذلك وما كان يدور بيننا كان بالهاتف فقط ولا نتجاوز الحد المعقول من الحديث، وهي تخضع لي بالقول وهي من أسرة محافظة، وأنا أعرف أن أخوتها لا يفوتهم فرض إلا وهم في المسجد وإنني فعلاً أحببتها لأنها كانت توقظني لصلاة الفجر وأنها كانت تزعل مني زعلاً شديداً إذا فاتتني الصلاة في المسجد...
المهم يا حضرة الشيخ ماذا أفعل! قد تعلق قلبي بها ولا أستطيع نسيانها، وللعلم إني تقدمت لخطبتها أكثر من مرة وأنا لا أزال في رغبة شديدة بالإرتباط بها، إلا أن أمها (الله يهديها) بها شك بأننا على علاقة ببعض ولكن ليس عندها دليل فما العمل يا حضرة الشيخ، أسألك الدعاء لنا لأننا بحاجة إليه، وجزاك الله عني وعنها خير الجزاء ..
أرجوك يا شيخ عجل بالإجابة فأنا ولله الحمد موظف ومبتعث للخارج للدراسة، وأنا والحمد لله من المحافظين على صلاتي.
وأنا أواجه صعوبات في المعيشة هنا وأريد أن أستقر نفسياً وبالحلال؛ لأن دراستي احتمال أنها تطول وأنا شاب في كامل قوتي وشبابي وأريد العفاف. وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله ص حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يبارك فيك، وأن يوفقك في بعثتك الدراسية، وأن يرزقك زوجةً صالحة تكون عوناً لك على طاعته، وأن يحقق رجاءك فيه بأن يجعل هذه الفتاة الطيبة من نصيبك، إنه جوادٌ كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فأنا فعلاً مقدر ظروفك، ومن كل قلبي أدعو الله لك بالتوفيق في مشروع الزواج هذا، وأن يوفقك كذلك في بعثتك الدراسية، واعلم أخي محمد أن هذه الفتاة لو كانت من نصيبك وأن الله قدرها لك فسوف تصل إليها حتى وإن طال الزمن، فما عليك إلا أن تكثر من الدعاء أن ييسر لك أمر زواجك منها، وأن يشرح صدر أهلها للموافقة مع الأخذ بالأسباب الممكنة، فحاول مرةً أخرى، وإذا لم توفق بنفسك أو بأهلك فلا مانع من الاستعانة ببعض الفضلاء ذوي المكانة عند أقاربها مع عدم التوقف عن الدعاء، وكذلك الإكثار من الاستغفار والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، فإن فعلت ذلك كله، وكانت مقدرة لك فتأكد من أن الله سيشرح صدر أهلها لقبولك وتكون من نصيبك إن شاء الله.
وإذا لم تكن مقدرة لك في علم الله فمهما حاولت لن تصل إليها بحال؛ لأنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، وفي هذه الحالة لن يكون أمامك إلا الرضا بقضاء الله والتسليم لإرادته ومشيئته سبحانه؛ لأنه لا يقدر إلا الخير ويعلم ما يصلح عبده وما يفسده، وحينئذٍ فابحث عن غيرها لعل سعادتك أن تكون معها وأنت لا تدري.
فاجتهد وحاول وخذ بالأسباب، وأكثر من الدعاء، ولا توقف حياتك لأجلها إذا رفضك أهلها وأصروا على ذلك.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والقبول، وأن يدخل السعادة والسرور عليك بتحقيق رغبتك، إنه جوادٌ كريم وبالله التوفيق.