الظنان الباروني وعلاجه
2003-08-27 06:24:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
قبل كل شيء بارك الله فيكم، وجزاكم الله كل الخير والصحة والبركة على هذه الخدمات التي لا تقدر بمال.
أولاً: أرسل إليكم حالتي وأرجو مساعدتي وإفادتي، حيث أني سأعتبركم إن شاء الله الموجه الأول لي في علاجي، حيث أني قد مللت من الذهاب للأطباء، وثانياً لأني أثق فيكم ثقه تامة في معاونتي وتوجيهي بإذن الله تعالى إلى الشفاء.
قصتي باختصار: أني تعرضت لمضايقات شديدة من زملاء لي عن طريق المعاملة معهم، وعن طريق أنهم يتبادلون الكلام والتلميح عني بأسلوب غير لائق، بسبب مشكلة حدثت لي منذ فترة، وهي أني حدث لي نوع من القلق الرهيب والأفكار السوداء التي جعلتني أتصرف بأسلوب غير لائق، حيث أني كنت خائفاً جداً من حدوث أي شيء، وذلك لتصورات كانت خاطئه مني من أنه سوف يتم إيذائي، ثم بعدها بدؤوا يلمحون بكلام دائماً عني دون توجيه كلام مباشر لي، مما أصابني بشيء من الضيق القوي، وكان هذا لفترة كبيرة من الزمن لعدة سنوات، مما أصابني بنوع من الوساوس، بعضها يكون حقيقياً والآخر يكون غير حقيقي، غير أني أصبحت على قدر كبير من الشك في كل شيء حولي.
ولكن الأهم أنه عندما أتشاجر معهم يتجمعون علي ويكونون عصابة لمضايقتي، مما أصابني بإحباط فظيع يجعلني أتخيل أنهم سوف يقومون بإيذائي أو بتدبير شيء معين لي يزج بي في المحاكم والقضايا، أو أنهم سوف يستولون على أموالي أو أني مراقب من بعض الأشخاص، ولكن أنا أعلم أنه إن شاء الله تعالى لن يكون هناك أي نوع من الأذى المادي، لأنهم ليسوا بهذه الدرجة من السوء، بل هم على قدر جيد من الأخلاق، ولكن هذه طبيعة البشر عندما يجدون إنسان بدا عليه الضعف، ينالون منه، ولكنهم يقومون بإيذائي معنوياً لما حدث لي من توتر، وحيث أني ترددت منذ فترة على الأطباء النفسيين وهؤلاء الأشخاص علموا بذلك، فأصبحت مثاراً للحديث من كل من أعرفهم من الزملاء والأصدقاء والأقارب أنني مجنون، مع أني والحمد لله إنسان مثقف وعلى قدر جيد جداً من الذكاء، ولدي قدرة كبيرة في فهم الناس، ولكني الآن لا أبالي، حيث أني أؤمن أن هذا ابتلاء من الله تعالى لكي أصمد وأقترب منه أكثر، وهذه هي القصة كموضوع ..
أما بالنسبه للعلاج فكنت قد ذهبت للطبيب منذ أول مرة تعبت فيها وتصورت فيها هذه الأفكار السوداء، وقد وصف لي الريسبريدال، ودواء آخر منوماً متعباً جداً، ولكن بعد ذلك كنت آخذ الريسبيريدالRisperidal وبروثيادينProthiaden 25 ملى فقط بناء على وصف الطبيب، واستمريت عليه فتره ثلاثه شهور، وقمت بإيقافه، وبعده بفتره قاموا بمضايقتي مرة أخرى، فتصورت نفس الأفكار السوداء مرة أخرى، فأخذت الريسبيريدال مرة أخرى لمدة 6 شهور، ولكني كنت مع ذلك مسيطرة علي هذه الأفكار نظراً لوجودي معهم في نفس المكان، وأخذته لفترة شهور، وقمت بإيقافه.
ثم أخيراً وصف لي الطبيب أن آخذ أبيكسدون Apixedone وبروثيادين، حيث أن أبيكسدون هو نفس المادة الفعالة تقريباً وهي الريسبريدون، ولكنه أرخص نوعاً ما.
وأنا الآن لا أذهب لطبيب حيث أن التكلفة عالية جداً، وأرجو منكم توجيهي في عملية الدواء حيث أنني حالياً أتناول حبة من أبيكسدون مساء يوماً، وحبة من بروثيادين مساء اليوم التالي وهكذا، وأستمر على ذلك منذ شهرين وأنا أحس بتحسن نوعاً ما، حيث أني هذه الأيام أعيش مع نفسي تقريباً، أتعامل مع أسرتي فقط وقليل في التعامل مع الناس، ولكني تحسنت شيئاً ما، فهل أستمر على هذا المنوال في العلاج و لمدة كم شهر؟ ثم متى أبدأ تخفيف العلاج ومتى أقوم بإيقافه، وهل هذا هو العلاج الصحيح لحالتي أم هناك علاج آخر؟ أرجو إفادتي حيث أني إن شاء الله أريد المتابعة معكم على حالتي.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
الأخ الفاضل/ عبد الحميد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع.
أولاً: يا أخي نسأل الله لك عاجل الشفاء والمعافاة، ومن الواضح أن حالتك هي واحدة من الحالات الظنانية أو ما يعرف بالحالة البارونية والتي يحدث فيها غالباً بعض الشكوك وسوء التأويل، وبفضل الله تعالى أصبحت هذه الحالات تستجيب الآن للعلاج وبدرجة كبيرة.
أرجو أن أؤكد لك أن العلاجات التي صرفت لك كلها علاجات ممتازة خاصة الدواء الذي يعرف باسم RISPERIDEL ولكن بكل أسف يعتبر من الأدوية المكلفة نسبياً، وتوجد بدائل جيدة وفعالة أيضاً وهي أقل تكلفة، ومن هذه الأدوية أود أن أقترح لك أن تتناول العقار المعروف باسم STELAZINE صباح ومساء (5 مل)، كي تتجنب الآثار الجانبية التي يمكن أن تحدث من هذه الدواء.
أرجو أن تتناول عقاراً آخر باسم ARTANE صباح ومساء (2 مل).
أما فيما يخص مدة العلاج فهناك اختلاف وفوارق كثيرة بين المرضى، حيث إن طبيعة المرض تعتبر من العوامل الهامة في تحديد الزمن، وكذلك الظروف الحياتية ووجود أي نوع من الضغوط الاجتماعية أو الأسرية، ففي مثل هذه الحالات ننصح بأن يستمر المريض على العلاج بنسبة لا تقل عن ثلاث سنوات، وبعد نهاية الثلاث سنوات ربما يحتاج الإنسان لجرعة وقائية، وهي غالباً تكون نصف الجرعة العلاجية.
نسأل الله لك عاجل الشفاء. وإذا أخبرتنا في أي دولة أنت موجود يمكن أن نعطيك اسم أحد الأطباء النفسيين الثقات كي تقابله إذا رغبت في ذلك.