التردد والحيرة في كل شيء وخاصة اختيار التخصص الدراسي .. نظرة طبية
2010-10-20 09:31:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزيتم خيراً وجعلتم للأمة ذخراً.
أنا مشكلتي التخبط، ذلك التخبط الكبير في المجال العلمي، أنا طالب تخرجت من الثانوية في العام (2004/2005م) قسم علمي وبنسبة (88.12)، وكنت ولازلت ذكيا، لكن التخبط يصاحبني حتى الآن، لم أستطع أن ألتحق بأي جامعة أو معهد، بسبب التردد والخوف والقلق الشديد الذي ينتابني أثناء التنسيق والتسجيل، حيث أني أستخير الله، ثم أذهب لأسجل، وهناك المصيبة الكبرى، أنظر إلى الناس كلهم يسجلون، وينسقون، وأنا متردد، حتى ينتهي التسجيل، وحينها أندم ولات حين مندم.
أنا إلى الآن في حيرة من أمري، بسبب الضيق والكربة والتردد الذي يراودني أثناء التسجيل، حيث إني بلا مستقبل إلى اليوم! إلا أن لدي القدرة على صناعة المستقبل، رغم الظروف المادية الصعبة التي نعيشها هنا في اليمن؛ لأن التعليم عندنا أصبح تجارة، وقد عاملت منحة دراسية، ولم أحصل عليها بسبب المعاملات القاسية! وكذا الإمكانيات المادية، هذا وللعلم أني من الشباب الملتزم -ولله الحمد- ولكم جزيل الشكر والثواب.
أفيدونا جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو زيد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا أقدر التردد والخوف والقلق الذي يعتريك، ويسبب لك عدم القدرة على أن تسجل وتختار المسار العلمي الذي تريده، وهذه الأحوال تحدث لبعض الناس - كما ذكرت وتفضلت - فإن التعليم بالرغم من كثرة الفرص، إلا أنه بكل أسف أصبح فيه شيء من التجارة والمكاسب، خاصة في القطاع الخاص.
أنت الحمد لله تعالى أنجزت ما هو مهم، وهو حصولك على الدرجة العلمية الجيدة، هذا إنجاز كبير، وإنجاز يجب أن لا تقلل من قيمته، ويجب أن لا يلهيك القلق والتوتر والتردد عن هذا الإنجاز، هذا هو الأمر الأول.
الأمر الثاني: الإنسان دائماً يستشير ويستخير في مثل هذه الأمور، ولاشك أن استشارة الأهل ومن حولك سوف تكون مساعدة لك، أضف إلى ذلك أن الإنسان يختار ما هو ممكن وما هو متوفر، وكما ذكرت يجب أن تراعي الظروف المادية، يجب أن تراعي مكان هذه الجامعة وقُربها لسكنك مثلاً، هذه كلها أمور مهمة وضرورية.
اللجوء للتخصصات غير التقليدية ربما يكون هو الأفضل الآن، فالإنسان حينما يختار تخصصا ما، يفضل أن يختار حاجة السوق – أقصد بذلك سوق العمل – الرغبة مهمة، وما يريده الإنسان مهم جدّا، لكن الإنسان أيضاً يكون مرتبطاً بالواقع، ويختار ما هو أنسب له حين يدخل -إن شاء الله- في سوق العمل.
أخي الكريم: استخر، وبعد ذلك اذهب مباشرة إلى مكان التسجيل، ويمكنك أن تصطحب معك أحد الإخوة الذي تثق بهم، لاشك أنه سوف يكون مسانداً لك، واسأل الله تعالى أن يجعل لك ما هو خير.
أنا قد لا أفضل الأدوية كثيراً في مثل حالتك هذه، لكن إذا كان القلق والتوتر يسيطران عليك لدرجة كبيرة، وعطلتك عن إنجاز مهامك، فلا مانع أن تتناول أحد الأدوية التي تساعد في إزالة القلق والتوتر والتردد، فهنالك دواء يعرف تجارياً باسم (أنفرانيل Anafranil)، ويسمى علمياً باسم (كلومبرامين Clomipramine)، يمكنك أن تتناوله بجرعة خمسة وعشرين مليجرام ليلاً، استمر على هذه الجرعة لمدة ثلاثة إلى أربعة أسابيع، وبعد ذلك يمكنك أن تتوقف عن تناول الدواء.
المهم في الأمر هو أن تنظر للأمور بإيجابية، أن تتذكر أنك قد تخطيت العقبة الكبرى، وهي الحصول على الدرجة العلمية، وأنت -الحمد لله تعالى- أنجزت، وهذا يجب أن يكون دافعاً لك.
أسأل الله تعالى أن يسهل أمرك، وإن شاء الله تتحقق كل أمانيك، وتصل إلى ما تصبو إليه، وبالله التوفيق والسداد.