الخوف من سوء معاملة الزوج مع الحاجة للزواج
2010-01-25 13:00:58 | إسلام ويب
السؤال:
أنا فتاة عمري 23 سنة، ورغم أني أكثر من الصوم والصلاة إلا أنني تنتابني الشهوة أحياناً حتى تؤثر على دراستي، وقد أقضي الليل في الصلاة وأنام بخير حال، ويحدث أن أحتلم فألجأ للعادة السرية، وبعدها أشعر بندم قاتل، وأبدأ في خطوات التوبة من جديد.
والمشكلة أني لا أستطيع الزواج؛ لأني كبرت ورأيت سوء معاملة أبي لأمي حتى من ناحية العلاقة الحميمة، وهو لا يستحي بإخفاء ذلك عنا منذ كنا أطفالاً، فصرت لا أحتمل فكرة أن يمسني رجل، وأعيش في دوامة، وكلما تقدم لي شاب أكرهه، وأكره هذه العلاقة وأنفر منها، وأشعر بحزن شديد، فما الحل؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ راجية التوبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحباً بك أيتها الأخت الكريمة، ويسعدنا تواصلك معنا في موقعك استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يزيدك هدى وصلاحاً.
ولقد سررنا كثيراً حين قرأنا ما ذكرته في سؤالك من كثرة صلاتك وصيامك، وهذا عنوان فلاحك بإذن الله، فاثبتي على هذا الطريق وداومي عليه، وكوني على ثقة بأن الإكثار من نوافل الأعمال هي الطريق الموصلة إلى محبة الله تعالى، فقد قال تعالى في الحديث القدسي: (ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها).
وهذا معناه أن العبد إذا وصل إلى هذه المرتبة فإن الله يحفظه من جميع جوانبه وجوارحه فلا يسمع ولا يبصر إلا ما يرضاه الله تعالى، فأكثري من نوافل الأعمال ما استطعت، ولا شك أن خير الأعمال التي تعين الشاب والشابة على التغلب على الشهوة الإكثار من الصوم، كما ورد بذلك الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فننصحك بالإكثار من الصيام وتجنب أنواع المثيرات للشهوة من المناظر أو الكلمات، وحاولي شغل نفسك بالنافع من أمور الدين أو الدنيا، ولا تدعي فراغاً في وقتك؛ فإن الفراغ مع الصحة من أعظم أسباب الفساد.
وبهذا كله ستتغلبين إن شاء الله على الشهوة التي تنتابك، ولا إثم عليك في الاحتلام، وإذا أغواك الشيطان فوقعت في المعصية فلا تيأسي من رحمة الله تعالى، بل الواجب عليك المسارعة بالتوبة، ولو تكرر ذلك منك مرات فالواجب عليك أن تتوبي بعد كل ذنب تفعلينه، المهم أن تكون التوبة صادقة مستكملة لأركانها الثلاثة: وهي الندم على ما فات، وترك الذنب في الحال، والعزم على عدم الرجوع إليه في المستقبل، فإذا صدقت بالتوبة على هذا الوجه؛ فإن الله عز وجل يفغر لك ما كان، فإذا رجعت إلى الذنب ثانية وجب عليك أن تتوبي ثانية وهكذا.
ولا شك أنّ الزواج حل أكيد لهذا الوضع الذي تعيشينه، ومن ثم ينبغي لك المسارعة في الموافقة على الشاب المناسب إذا تقدم لك، ولا يصح أن تقيسي سائر الناس بأبيك، فالصورة المشوهة التي رسمها أبوك في ذهنك عن الرجال ليست صحيحة، والوضع الطبيعي الذي فطر الله عز وجل عليه الخلق كلهم هو التزاوج، فالزوجية سنة الله في المخلوقات، ومن ثَم فإن استقرارك وسعادتك في أن تكوني زوجة للرجل المناسب، فأحسني الاختيار، وأهم ما يختار الزوج لأجله خلقه ودينه فإذا ظفرت بالشاب الصالح في الدين والخلق فلا تترددي في قبوله وسيجعل تعالى لك في ذلك خيراً كثيراً، نسأل الله تعالى أن يتولاك ويقدر لك الخير حيث كان.
وبالله التوفيق.