إغراء الشباب للفتيات بمعسول الكلام عبر الإنترنت.
2009-01-27 19:57:26 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أنا شاب، تعرفت على امرأة مسلمة من سنغافورة عن طريق الإنترنت، وتبادلنا الحديث لمدة طويلة إلى أن وصل بنا الحد إلى الارتباط في علاقة غير مشروعة - تبادل عبارات الغرام الزائف - وكنت ألمح لها أنني أفكر كثيراً في الذهاب إليها من أجل الزواج بها، وهذا أدى بها إلى الارتباط بي بقوة، لدرجة أنها عقدت علي آمالاً كبيرة، خصوصاً وأنها مطلقة وأم لثلاثة أطفال وتكبرني بأربعة عشر عاماً.
وقد تماديت في الكذب إلى أن قررت زيارتي في المغرب، فقررت التوقف عن كل هذا فجأة لأنني أحسست أن هذا ما آلمها كثيراً وعكر صفو حياتها، وجاءت إلى المغرب رغبة في إقناعي بفكرة الزواج منها، وقد استقبلتها ولكني رفضت الزواج منها، وحاولت إقناعها بالإعراض عن هذا الطلب، ولكن لا شيء تغير.
وأجد نفسي اليوم نادماً على كل ما اقترفت في حقها من تزوير وتدليس، وهي في هذه الأثناء في زيارتها الثالثة للمغرب بعدما رفضتها مرتين، وفي كل زيارة ترجع خائبة باكية.
وأريد أن أكفر عن ذنوبي تجاهها وأمنحها ولو قليلاً من السعادة تعويضاً عن تعاسة ثلاث سنوات بسبب استدراجي لعواطفها الضعيفة وكذبي عليها لفترة من الزمن، ولكني أخاف من اتخاذ قرار خاطئ يكون له الأثر السيء على ديني ودنياي، وما أحتاجه الآن فقط هو راحة النفس، وتوبة حقيقية من هذه الزلة التي أرهقت تفكيري، وأريد اتخاذ قرار يرضي الله عني، ولا أبالي مهما كان، فهل أتزوجها وأتحمل مسئولية خطيئتي أم أتركها لحالها حتى تيأس مني؟ وهل سيكون هذا رداً لمظلمتها عندي؟!
دلوني وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ عبد ربه .. حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
إصلاح الخطأ يبدأ بالتوبة النصوح، ثم بإكمال المشوار مع تلك المرأة التي انخدعت بكلامك المعسول، مع ضرورة أن تحرص هي أيضاً على التوبة.
ولا يخفى عليك أن ما حصل منك لا يرضاه أي إنسان لأخته أو بنته أو لعمته أو لخالته، فكيف ترضاه لتلك المسكينة؟
ونحن في الحقيقة سعداء بهذه الروح التي دفعتك للسؤال، وهذا دليل على أن في نفسك خير كثير، فنسأل الله لك التوفيق والسداد، ولا أظن أنك سوف تتضرر في حال زواجك منها، فاتق الله في نفسك وفيها، وارحم ضعف امرأة صدقتك وسافرت من أجلك.
وأرجو أن تتم المراسيم وفق الضوابط الشرعية مع ضرورة أن تكون لقاءاتك معها موافقة لأحكام الشريعة، كما أرجو أن يكون في الذي حصل معك عظة وعبرة ودرس.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونبشرك بالأجر في حال إحسانك للمرأة ولأطفالها، والله سبحانه يحب التوابين، والله سبحانه لا يضيع أجر المحسنين.
وبالله التوفيق والسداد.