الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حلا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإن الشعور بالنغزات والرعشة في أثناء النوم يجعلنا نقول: إن النغزة يجب أن تكون بالشدة التي تجعلك تستيقظين من نومك.
هذا هو الذي فهمته من رسالتك. وإذا كان هنالك ارتعاش أو انقباضات عضلية واضحة في جسمك أنت لا تستشعريها ولكن يشاهدها الآخرون، هذه أيضاً تكون مرتبطة بنفس الحالة، أي أن الحالة كلها واحدة:
إما أن تكون النغزات تؤدي إلى يقظتك من النوم، وتكون هنالك رعشة وانقباضات جسدية، أو ربما تكون الرعشة واضحة في الجسم مع الانقباضات العضلية ولا تؤدي إلى اليقظة من النوم ولكن يلاحظها الآخرون.
حتى نكون علميين في معالجة مثل هذه الحالات فإن الحركة في أثناء النوم أيّاً كان سببها هي دليل على وجود اضطراب في الجهاز العصبي، وليس الجهاز النفسي، والجهاز النفسي هو الجهاز الذي يتحكم في عواطفنا ووجداننا ومشاعرنا.
أما الجهاز العصبي فهو يتحكم في الحركة أيضاً، ولذا حقيقة أنا أنظر لهذه الحالة على أنها حالة عصبية أكثر مما هي نفسية – مع احترامي للذين قالوا إنها حالة نفسية -، وإن شاء الله يكون الأمر بسيطاً، والذي أنصحك به هو الذهاب إلى طبيب الأعصاب وليس الطبيب النفسي؛ لأن هناك فحوصات لابد من القيام بها، ومن أهم هذه الفحوصات تخطيط المخ أو ما يسمى بتخطيط الدماغ؛ لأن هذه الرعشة الواضحة في الجسم في أثناء النوم ربما تكون ناتجة من زيادة إفراز في كهرباء الدماغ في مناطق معينة، وإذا كان هذا الإفراز موجوداً فعلاجه - إن شاء الله تعالى – أيضاً سهل جدّاً، وربما يطلب منك الطبيب أيضاً عمل صورة مقطعية للدماغ، وكذلك فحص بعض الهرمونات للتأكد من وظائف الغدد.
إذن الأفضل والذي أراه أكثر علمياً وسوف يكون في مصلحتك - إن شاء الله تعالى – هو أن يتم الفحص عن طريق طبيب الأعصاب وليس الطبيب النفسي؛ لأن هذا يجعلنا ويجعلك - إن شاء الله تعالى – أكثر طمأنينة.
أنت ذكرت أيضاً أن هذه العادة توجد أيضاً عند أولادك، هذا حقيقة يجعلنا نفكر في بعض الحالات الوراثية ولكني لم أجد تفسيراً علمياً كاملاً لهذا، وعموماً اعرضي الأمر أيضاً على طبيب الأعصاب ووضحي له ما يحدث للأولاد بالدقة، وأنا أعتقد أنه إذا قمت بتصوير الحالة، أي اجعلي أحد أقربائك أو زوجك يقوم بتصويرك عن طريق الفيديو أو الكاميرا الموجودة في الجوال، وبعد ذلك تُعرض هذه الصورة على الطبيب بعد أن توضحي له الحالة، وكذلك بالنسبة للأولاد، لأننا نعرف أنه توجد حركات معينة تنتج من خلل معين في أماكن معينة من الدماغ.
هذا هو الذي أراه أفضل بالنسبة لك، وأرجو ألا تنزعجي أبداً لما ذكرته لك، فهو الأمر الصحيح وهو الأمر الطبي المطلوب في مثل هذه الحالة.
أما بالنسبة لعلاقة الحالة بالتعب فإن التعب يؤدي إلى إثارة أعصاب الإنسان الداخلية في بعض الأحيان، ويعرف أن زيادة الإفراز الكهربائي في الدماغ ينشط أكثر مع التعب، فربما توجد علاقة سببية لا نستطيع أن نتجاهلها، وأرجو ألا تنزعجي لذلك أيضاً لهذا الموضوع، وإذا اتضح أن كل الفحوصات سليمة وأنه لا يوجد أي مرض عضوي فأعتقد أن ذلك في حد ذاته سوف يكون أمراً مطمئناً لك، وأنا حقيقة لا أستطيع أن أعطي تفسيراً نفسياً كاملاً؛ لأن الحركة التي تحدث في أثناء النوم ليس منشؤها نفسياً قطعاً، الذي أؤكده لك أن الحركة التي تحدث في أثناء النوم لا نستطيع أن نقول إنها نفسية المنشأ.
وفي الختام: لا ننسى أمر الرقية الشرعية، فيمكنك استخدامها وهي إن لم تنفع فلن تضر، والله سبحانه وتعالى يقول: ((وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ))[الإسراء:82] فيمكنك مراجعتها من خلال هذه الاستشارات: ((
237993-
236492-
247326))
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.