غرس حب الله ومراقبته في قلوب الأطفال
2009-01-12 13:06:51 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وجزاكم الله جزيل الثواب والعطاء على ما تقدمونه من معونة ومشورة للمسلمين.
أنا لدي طفلان لم يتجاوزا التاسعة، ولكني أحاول أن أزرع في قلوبهم الصغيرة النقية حب الله تعالى ومراقبته في كل أفعالهم، حتى إنهم يقومون إلى صلاة الفجر لكي يحبهم الله، وقلما يطلبون هدية مادية على ذلك، ولكن زوجي يلومني على ذلك، ويقول بأني أثقل كاهل أطفالي بمراقبة الله دائماً وبأنهم سيكفرون في المستقبل!
فهل أنا فعلاً مخطئة؟ أرجو نصحي وإرشادي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ تقى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإن أهم ما ندعوك إليه هو توحيد المنهج في التربية والتوجيه، وأرجو أن لا يشعر الأطفال بوجود أي تناقضات بينكم، وقد أسعدني حرصك على غرس حب الله في نفوسهم، وأفرحتني تربيتك لهم على مراقبة الله، ولا بأس أن يعطى الطفل الجوائز المشجعة لكن لا يُجعل ذلك ديدنٌ له حتى لا يربط الالتزام بالطاعات بالجوائز، وأرجو أن يجدوا منكم العطف والحب والاهتمام، مع صدق الدعاء والتوجيه إلى الله.
ونحن في الحقيقة نحتاج إلى تصحيح مفهوم الرحمة بالأطفال فإن الرحمة والعطف ليس في تركهم ينامون عن صلاة الفجر.
ولكن الرحمة الحقيقية تكون بدفعهم إلى بيوت الله، وكم هو عجيب ذلك الأب الذي يحزن إذا مرض ولده أو تلك الأم التي تبكي إذا رسب ولدها في المدرسة، ولكنهم لا يتأثرون ولا يحزنون إذا تركوا الصلاة!
وكم هو عجيب ذلك الذي يجزع إذا اقترب طفله من نار الدنيا وحق له أن ينزعج ولكن صيانته عن نار الآخرة أولى وأهم.
وهذه وصيتي لكم بتقوى الله وأرجو أن يجد فيكم الأطفال القدوة الحسنة، وأرجو أن نعلم أن أول ما تصلح به أبناؤنا هو أن تبدأ بإصلاح أنفسنا فإن أعينهم معقودة بأعيننا فالحسن عندهم ما استحسناه والقبح ما استقبحناه.
ونسأل الله أن يجعل الصلاح ميراثاً في ذرياتنا إلى يوم الدين.