كيف نربي أبناءنا تربية صحيحة؟
2009-01-04 07:39:28 | إسلام ويب
السؤال:
ابني عمره سبع سنوات، لا يحب المذاكرة ولا ينتبه للشرح في المدرسة، ويعتمد علي في حل الواجب، ويتلفظ بالشتائم القبيحة، ويرد على أهله، ولا يحترم الكبار، فماذا نفعل معه؟!
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الأمور والنقاط التي ذكرتها عن ابنك قد أثارت قضايا تربوية في الأصل، ونعرف تماماً أن التربية هي مسئولية الأسرة ولا شك في ذلك – مع احترامنا الشديد لكم ولخصوصياتكم –، والطفل دائماً يتأثر ببيئته ومحيطه، خاصة المنزل والمجتمع، أي مع أقرانه في المدرسة، والطفل في هذه السن تستطيع الأسرة أن تتحكم فيه وأن توجهه إلى درجة كبيرة.
وبالنسبة للمدرسة يكون المبدأ الأساسي أن يُشجع الطفل وأن تتحدث معه أنت ووالدته بلغة بسيطة فيها شيء من اللطف والتحفيز والتشجيع بأهمية الدراسة وأن يعد متطلبات مدرسته من الليلة السابقة ويستيقظ صباحاً في وقت مبكر ويتجهز ويذهب إلى المدرسة، ثم بعد أن يرجع من مدرسته نستقبله أيضاً استقبالاً جيداً ومشجعاً ومحفزاً، وبعد ذلك يوجه الطفل بأن يجلس لكي يدرس وأن يذاكر، ونتيح له وقتاً للعب وللترفيه عن نفسه، ونعلمه الصلوات في وقتها، وتأخذه معك إلى المسجد، وبعد ذلك تعلمه القيم الإسلامية والإنسانية كالصدق وكالأمانة واحترام الكبير وهكذا.
والأدب لا يعلم قولاً ولكنه يعلم ممارسة ويتطلب آليات الاستمرارية لأنه منظومة كاملة، بمعنى أن نبني أسسا وبعد ذلك نطور هذه الأسس حتى يكون الطفل في وضع مرضٍ من ناحية سلوكه.
ويجب أن لا يعنف الطفل كثيراً، وأن يرغب أكثر وأن يحفز وأن يشجع وأن يثاب على كل عمل إيجابي يقوم به، وأن أجعل الطفل يمارس رياضة ويخرج مع أقرانه وزملائه، وأن يتفاعل مع بقية الأطفال في عمره لأن ذلك سوف يساعده على اكتساب مهارات، ولكن لابد أن تكون حريصاً أيضاً وتعرف نوعية الأطفال الذي يخرج معهم، وإذا كان لكم أقرباء لديهم أطفال دعه أيضاً يكون معهم على الأقل في عطلة نهاية الأسبوع مع التأكد أن هذه البيئة بيئة طيبة وسلوك الأطفال الآخرين منضبط.
هذه هي الشروط العامة للتربية، والذي أدعوك له هو أن تكون عملية التشجيع والتحفيز شاملة لكل الأسرة، أن تشارك فيها أنت وكذلك والدته وأقاربه وهكذا، واجتهد في أن تحسن تربيته التي ستؤجر عليها، وكلٌ منا مسئول عن رعيته، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته)، وفي نفس الوقت سوف يحسن إليك حين يكبر، نسأل الله أن يهديه وأن يشرح صدره وأن يجعله من الصالحين والمتفوقين والمتميزين.
وبالله التوفيق.