العلاقات العاطفية وتصحيحها بالزواج.
2008-09-17 11:53:14 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم..
أنا شابة في الثلاثينات من العمر، تعرفت على شاب منذ قرابة (3) سنوات، وقد كانت علاقتنا عفيفة بنية الزواج، وبالفعل كان شهماً معي، وطلب مني التقدم، لكن أنا لأسباب صحية وهي معاناتي فجأة بسقوط الشعر، وبشكل بارز للعيان، فطلبت منه الصبر معي لغاية العلاج.
وبالفعل وعدني بالصبر والوقوف بجانبي، حتى أنه طلب مني التقدم رغم هذه الإعاقة، إلا أني رفضت خجلاً وخوفاً من ردة فعل أسرته، لقد أحببت هذا الشخص وأحبني بجنون، وحصل أن تمادينا بالقبلات واللمس، إلا أننا نتوب في كل مرة، وهذا كان نادراً ما يحدث، علماً أني وهذا الشاب نخاف الله وعذابه، وقد ندمنا على ما فعلناه.
والآن قرر هذا الشاب التخلي عني بسبب ما كان يجري بيننا على أساس أن الله لا يبارك في هذا الزواج لأنه كان فيه شيءٌ حرام، وبأنه إذا تزوجني فسيعيش معي في المشاكل، وكل هذا رغم حبه الشديد لي، وهو الآن يتناول نوعاً من المهدئات حتى لا يشعر بالقلق.
وصدقوني القول: أحبه، فقد شعرت بوجوده كأب وكأخ وكصديق! فأنا يتيمة الأب، وهذا أول حب دخل حياتي، لم أستطع إقناعه، صار يهرب مني ولا يرتدي ما أهديته له، وقال لأقربائه إني السبب في أني من عطله عن الزواج، ولولاي لكان اليوم أباً.
بصراحة هو تائه وأنا أيضاً، فما رأيكم؟
لقد كنا متفقين على كل شيء، أطعته في كل شيء، وما وقفت يوماً في وجه الدين، كنت أوقظه لصلاة الفجر، أحثه على بر الوالدين والثقة بالله، أخطأنا فعلاً وأقسم بالله أني تبت من كل شيء ولكن بعد فوات الأوان، تخلى عني في آخر لحظة دون أن يستغفر، والله يغفر الذنوب كلها، فكيف أعيد بناء ما تحطم؟ كلانا على درجة من الخلق والدين وقد أخطأنا في حق الله وأنفسنا.
ساعدوني هو يعاني وأنا أكثر، لقد صار منعزلاً لا يكلم أحداً، يقول عني كل الخير، ولكن يرفضني في حياته حتى صرت أقول ربما عين أو سحر أدى لهذا التغير المفاجئ.
ساعدوني بالله عليكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حائرة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فإن العلاقات العاطفية الطويلة العمر تجلب الملل، خاصةً إذا كانت فيها مخالفات لشريعة الكبير المتعال، والتوبة الصادقة النصوح سبب لصلاح الأحوال، وارتكاب الأخطاء ليس عذراً أو مانعاً من تصحيح الأوضاع، والذي ستر عليكم وأنتم تعصونه سوف يرحمكم ويوفقكم إذا أطعتموه، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يلهمكم الرشد والصواب.
وأرجو أن يعلم الجميع أن التوبة الصادقة تمحو ما قبلها وأن الله سبحانه يفرح بتوبة من يتوب إليه، كما أن الإنسان إذا صدق في توبته وأخلص في أوبته فأولئك الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات.
ولا شك أن خير من شركك في الطاعة هو من كان نديماً لك في المعصية، والله سبحانه يمحو السيئ بالحسن، ولكنه سبحانه لا يمحو السيئ بالسيئ.
وإذا لم تكن هناك أسباب مادية ظاهرة لما حصل من النفور فربما كانت هناك أسباب خفية كالسحر والعين ونحوهما، وأهل الإيمان يرقون أنفسهم بأنفسهم، فحافظوا على أذكار المساء والصباح، وتوجهوا إلى من بيده الوفاق والنجاح، وتوكلي على العظيم الفتاح.
ونحن في الحقيقة نتمنى أن يعود ليكمل المشوار، ويتعوذ من عدو لا يريد لنا الحلال، ولذلك فالشيطان شجعكم على المخالفة فلما قصدتم الخير والتوبة والزواج فرق بينكم، وأرجو أن تكون البداية بالتوبة النصوح ثم عليه أن يأتي لأهلك من الباب، مع ضرورة إيقاف أي علاقة لا تحكمها ضوابط الشرع الحنيف.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله فإنه سبحانه وعد أهلها بتيسير الأمور فقال سبحانه: (( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا ))[الطلاق:4]
كما أرجو أن تصلحوا ما بينكم وما بين الله وسوف يصلح الله لكم ما بينكم، وعليك بكثرة الدعاء. كما أرجو أن يعلم أن الانعزال والهروب لا يحل المشكلة، ونحذركم من اليأس والقنوط من رحمة الله، فإنها كبيرة ترضي الشيطان، ونسأل الله أن يقدر لكم الخير، وأن يجمع بينكم على الخير.
وبالله التوفيق.