تردد فتاة في القبول بشاب متدين لأنه يعاني من مرض نفسي ويسكن مع عائلته
2003-07-08 17:43:39 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
بدايةً أود أن أعبر عن إعجابي الكبير بهذا الموقع والقائمين عليه، ولا أجد ما أقول سوى: جزاكم الله خيراً وجعله في ميزان حسناتكم، ونفع بكم الأمة الإسلامية.
حدث وأن تقدم لي شاب منذ أقل من سنة من عائلة معروفة وميسورة الحال، إلا أنني رفضته لقلة تدينه، وحدث أن تقدم لي الآن أخوه وهو شاب متدين وخلوق ولكن لديه مشكلتان:
الأولى: أنه يسكن مع عائلته في البيت وإخوانه قليلوا الدين، إلا أني لن أختلط بهم كثيراً كونهم مسافرين.
ومشكلته الثانية: أنه مصاب بمرض نفسي يجعله ينطوي على نفسه أياماً عديدة في غرفته، وأنا في حيرة من أمري رغم أني صليت استخارتين ولكني لم أر شيئاً ولم أشعر إلا بأنني أريد رفضه، رغم أن قلبي يريده إلا أني لا أريد أن أغامر وأخوض هذه التجربة لأني أخشى أن أخسر في النهاية، ماذا أفعل؟ هل أقبل به وأحاول أن أتأقلم مع أوضاعه أم أرفضه؟
علماً بأنه يتقدم لي الكثير والحمد لله.
وماذا عن أخيه الذي رفضته من قبل، هل هناك من حرج إن أنا وافقت على أخيه الآن؟
أرجو أن تسعفوني بالإجابة لأني في غاية الحيرة والقلق، ولكم كل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / مجد المحترمة حفظها الله ورعاها
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:
فانه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، ونسأله جل وعلا أن يجعلنا دائماً عند حسن ظنك وظن جميع المسلمين، وأن يعيننا على تقديم أفضل الخدمات في أسرع وقت، كما نسأله تبارك وتعالى أن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي يكون عوناً لك على طاعته، ويخاف الله فيك ويتقيه، ويرزقك منه الذرية الصالحة التي تقربها عينك في الدنيا والآخرة.
وبخصوص رفضك للشاب الأول فهذا من توفيق الله لك؛ لأن مثله قد لا تستقيم الحياة معه، نظراً لقلة دينه، فالحمد لله أن هداك ووفقك لاتخاذ هذا القرار، وأما بخصوص الشاب الآخر الذي تقدم لخطبتك فهو بلا شك أفضل من أخيه، لما يتمتع به من خلق ودين، إلا أنني أنصح بضرورة تحديد سبب مرضه النفسي وإمكانية علاجه، وهل هو من الأمراض المستعصيةأم لا؟
أرى ضرورة معرفة هذه الأشياء نظراً لأهميتها ودورها الهام في التفاهم بينكما، واستقرار الحياة مستقبلاً؛ لأن الأمراض النفسية كثيرة ومتفاوتة الخطورة، وأنا لا أعرف بالتحديد مستوى المرض المذكور فأنصحك ببحث هذه المسالة والانتهاء منها أولاً، ثم بعدها يكون بمقدورك القبول من عدمه؛ لأن الحياة الزوجية شركة طويلة المدى، وكون أحد أطرافها غير طبيعي يجعلها صعبة وقاسية، خاصة في تلك الأيام التي قلما يجد الإنسان من يعينه فيها على قضاء أي أمر من أمور الدنيا أوالدين.
رجائي لا تتسرعي وخذي بالأسباب، وبعد ذلك قرري، ولا مانع من الاستشارة بجوار الاستخارة.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد والسعادة في الدنياوالآخرة.
وبالله التوفيق.