الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شمس حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن هناك صعوبات في سوق العمل، وربما تكون فرص العمل ليست متيسرة وليست متوفرة، وذلك نسبة لكثرة أعداد الخريجين، كما أن هناك تخصصات جاذبة لسوق العمل وأخرى غير جاذبة.
إذن: هناك أسباب واضحة ومعروفة قد تقلل من فرص الإنسان في إيجاد العمل المناسب، ولكن هذا يجب أن لا يكون شيئاً محبطاً لك، فأنت تعرفين أن لكل أجل كتاب، وإن شاء الله سوف تأتيك الفرصة، فعليك بالبحث والتقدم لمرافق العمل المختلفة، ويجب أن تتذكري أنك قد انتهيت من الدراسة الجامعية، وحصولك على الشهادة الجامعية في حد ذاته هو عمل جيد ومفيد، وهذا الإنجاز يجب أن يكون حافزاً لك ويقلل من هذا الإحباط.
نصيحتي لك هي إذا كانت هنالك فرص للتدريب حتى إن كان ذلك بدون أي مقابل فهذا أيضاً قد يكون فيه نوع من التأهيل بالنسبة لك، والتفكير أيضاً في الدراسات فوق الجامعية ربما يكون أيضاً حلاً جيداً، والانضمام إلى الأعمال الخيرية والجمعيات التطوعية والجمعيات الشبابية المنضبطة، هذا كله إن شاء الله يساعدك كثيراً في أن تحسي بنوع من التواصل المفيد، وهذا يقلل الإحباط.
الإنسان يجب أن لا يستسلم، ومثل وجود هذه العثرات – أي عدم وجود العمل – تحدث للإنسان في حياته، ولا أعتقد أنه مطلقاً يجب أن نجعلها مقاسا للفشل والنجاح، فكثير من المتميزين لم يجدوا عملاً، وكثير من غير المؤهلين والمتميزين قد وجدوا عملاً، فلكل إنسان نصيبه، فعليك أن تتحلي بالصبر وأن تبحثي عن عمل، ونسأل الله تعالى أن يقيض لك وأن يسهل لك أمر الحصول على عمل يناسبك، وعليك بالدعاء.
أرجو ألا تتهمي نفسك بالفشل، فأنت ناجحة جدّاً، والدليل على ذلك أنك أنهيت دراستك الجامعية، والثقة لا تُقاس بالمشاعر، إنما تقاس بالواقع العملي، ومن الناحية العملية أنت مؤهلة، فلا تقيمي نفسك هذا التقييم السلبي، لا تحقري من مقدراتك.
بالنسبة للمشكلة الأخرى وهي أنك ترفضي الخطاب وذلك لعدم ثقتك في نفسك والإحساس بأنك لست جميلة، أعتقد أن هذا مجرد شيء من اهتزاز الثقة بالذات، ولا يخلو أيضاً من الطابع الوسواسي، فما دام الخطاب يتقدمون لك بفضل الله فهذا دليل عملي وكاف وقاطع على أنك جميلة ومقبولة الشكل وأنك اجتماعية، وأن الخطيب غالباً يبحث عن مثل هذه المميزات، فلا تظلمي نفسك ولا تقسي على نفسك في أحكامك، وسلي الله أن يسهل لك أمر الزواج وأن تسعدي مع زوجك إن شاء الله.
أعتقد أن الشعور العام بالإحباط أدى إلى نوع من الكدر، وهذا أيضاً يمكن أن نساعدك بإذن الله من خلال أن نصف لك دواء بسيطا، ولا أعتقد أنك تعانين من اكتئاب نفسي بيولوجي حقيقي، ولكن حقيقة مشاعر الكدر الظرفية أيضاً قد ترقى في بعض الأحيان إلى درجة من الاكتئاب الخفيف أو المتوسط، وهنا أيضاً استعمال الدواء قد يكون مفيداً.
هناك دواء يعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat) أو (باكسيل Paxil)، ويسمى في المغرب باسم (ديروكسات Deroxat)، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة عشرة مليجرام (نصف حبة) ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبة كاملة – أي عشرين مليجراماً – واستمري عليها لمدة أربعة أشهر، ثم خفّضي الجرعة إلى نصف حبة لمدة شهر، ثم توقفي عن تناوله.
نصيحتي الأخيرة لك هي أن تديري وقتك أيضاً بصورة جيدة، مارسي شيئاً من الرياضة، اذهبي إلى مراكز تحفيظ القرآن، احضري المحاضرات، شاركي في أعمال تطوعية، هنالك الكثير جدّاً الذي يمكن أن يقوم به الإنسان.
لعلاج الإحباط سلوكياً يرجى الاطلاع على هذه الاستشارات (
1131-
234086-
259784-
264411-
267822)، والعلاج السلوكي لقلة الثقة بالنفس: (
265851-
259418-
269678-
254892)، نسأل الله لك الشفاء والعافية، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.