ضرورة تقاسم مهام التربية بين الوالدين مع إعطاء مساحة للعب الأطفال
2009-05-16 19:57:47 | إسلام ويب
السؤال:
أختلف مع زوجتي كثيراً على بعض الأمور التي تسبب لنا الكثير من المشاكل؛ وذلك لجهلنا بها، فعندما نذهب سوياً لزيارة أحد الأقارب تجد الأطفال عادة يلعبون في بيت الضيف مما قد يضر به، فأقول لزوجتي: خذي بالك منهم كي لا يتسببوا بأي ضرر لهم أو لغيرهم، فترد عليّ بأن هذه مسئوليتي.
وأيضاً أقول لها أن لا تضرب الأولاد في هذه السن المبكرة من سنة إلى سنتين ونصف، وإذا فعلوا خطأ يتم زجرهم دون الضرب، وإذا كان ولابد فلا تضربيهم أمامي وإنما عليك تخويفهم بي أو إخباري، وأنا سوف أقوم بمعالجة الأمور، فما رأيكم في هذه المسائل؟
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن المرفوض هو الاختلاف الذي تزداد خطورته إذا كان أمام الأطفال، والمطلوب هو الاتفاق على منهج وخطة موحدة للتوجيه والتربية، ومنع الأطفال من الخطأ أمر يدخل في دائرة المستحيلات، ومنعهم من الحركة واللعب ظلم لهم ودفع إلى مزيد من التمرد مستقبلاً.
ورغم تفهمنا لما يحصل من بعض الأطفال عند الزيارات إلا أن المطلوب هو فهم حقيقة ونفسيات الأطفال، ولا مانع من تقليل مدة الزيارات، وأهم من ذلك إتاحة فرص واسعة لهم للعب في منزلهم وإقامة حياة عاطفية متوازنة؛ وذلك لأن شدة الحركة في بيوت الآخرين دليل على أن الطفل كان مسجوناً في بيته، وربما دل ذلك على أنه يريد الانتقام وتعويض ذلك الحرمان، بل إن الطفل قد يدرك أنه سوف يعاقب عند رجوعه ولكنه مع ذلك يتمادى، وربما كان هدفه لفت الأنظار وقطف الاهتمام، ومن الإنصاف أن نمنحهم عواطفنا واهتمامنا وأن نمدح فيهم جوانب التميز.
وأرجو أن لا تأخذ الأمور بحساسية زائدة، كما أرجو أن يتحمل كل إنسان تصرفات الأطفال مع ضرورة أن لا يكون همنا ماذا سيقول الناس.
والمهام التربوية ليست قطعة أرض تقسم أو كيكة تقطع، ولكنها مهام تكاملية وتبادل أدوار، ونحن ننصح كل أسرة بضرورة التفاهم مع الأطفال قبل الوصول إلى بيوت الأهل والأصدقاء، والأفضل أن نقول أنتم ممتازون، والطفل الجيد يكون إلى جوار والديه ويسمع الكلام ويحافظ على ممتلكات الآخرين، ولا يدخل إلى الحجرات إلا إذا أذن له أهل البيت، مع ضرورة أن تخبروا الوالد والوالدة بذلك، وأرجو أن يصحب هذه التوجيهات لطف وحسن تعامل ووعد جميل.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، ونسأل الله أن يصلح النيات والذريات وأن يلهمنا رشدنا والسداد.
وبالله التوفيق.