غيرة الطفل من أخيه
2003-05-04 19:01:13 | إسلام ويب
السؤال:
ابني في السابعة من عمره يغار من أخيه الذي يكبره بصورة جنونية حتى أنه قد يتمنى أن أعاقبه إذا عاقبت أخاه، وهو متسرع جداً في كل أموره، أفيدوني كيف يمكن تهذيبه؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل / أبو عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك بين إخوانك، ويسعدنا دائماً تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يبارك لك في أولادك، وأن يعينكم على تربيتهم تربيةً إسلامية سليمة، وأن يجعلهم قرة عين لكم ولأهليكم وللمسلمين أجمعين.
وبخصوص ما ودر بسؤالك: فاسمح لي أن ألقي بعض الضوء على هذه الظاهرة، وما هي أسبابها وكيفية علاجها.
-الغيرة: هي شعور يتكون من الخوف والغضب، والشعور بالتهديد في حياة الطفل، أو عندما يجد الطفل تحدياً لارتباطاته العاطفية، وقد تظهر الغيرة في شكل عدوان على الأخ أو الأخت، وقد يعبر عنها في شكل ارتداد على الذات فيؤذي الطفل نفسه، ويجب على الآباء ألا يخلطوا بين المنافسة التي لا ينبغي أن تزعجهم وبين الغيرة؛ لأن المنافسة الإيجابية تدفع الطفل إلى النجاح وبذل الجهد، وينبغي علينا أن نعلم أن الغيرة تكاد تكون عامة بين جميع الأطفال.
سلبيات الغيرة:
الغيرة تسبب في وجود صراعات خفية في الحياة النفسية للفرد وعلاقاته بالآخرين.
الغيرة تجعل صاحبها يشعر بالذلة والمهانة وعدم الثقة بالنفس.
الغيرة تجعل صاحبها ينال دائماً سخط الآخرين وعدم رضاهم عنه.
ينتج عن الغيرة الشعور بالنقص والانطواء والعزلة عن الحياة الاجتماعية.
الأسباب التي تؤدي إلى الغيرة:
القسوة والشدة في العقاب الذي تتبعه بعض الأسر في التفرقة بين الأطفال، أو كثرة المديح والثناء على بعض الأطفال دون إخوانهم، شعور الطفل بميلاد طفل جديد، وكثيراً ما يؤدي إلى إهماله وإقبال الأسرة على أخيه دونه، وبذل مزيد من الاهتمام الذي يؤثر في نفسيته، ويجب تجنب هذه المأساة النفسية عن طريق تمهيد عقله، بأن هذا المولود هو أخ له وزميل، وصديق يلعب معه ويمرح، وغالباً ما تكون الغيرة من الأخ الكبير تجاه أخيه الصغير، ونادراً ما تكون العكس، والتي يكون سببها سلوك الأسرة وطريقتها في معاملة أطفالها.
يجب أن يؤمن الآباء أن الغيرة ليست سمة وراثية، ولكن الطفل يكتسبها نتيجةً لظروف بيئية معينة، مثل العقاب والتفرقة والمدح والتدليل، يشعر الفرد بالغيرة نتيجة حقوقه المهدورة، وتمتع غيره بالمزايا الأخرى أو المراكز الاجتماعية أو الثناء والإطراء.
- توصيات لعلاج الغيرة:
عدم عقد المقارنات بين الطفل وغيره من الأطفال، مما يترتب على هبوط مواهب الطفل وقدراته.
إشعار الطفل بالثقة بالنفس والسعادة.
تنوع أنشطة الطفل؛ حتى يستطيع أن يشعر بالنجاح والسعادة، فإذا أخفق في نشاط نحج في نشاط آخر، وهكذا.
يجب معاملة الأطفال جميعاً على قدم المساواة بلا تفرقة بينهم.
إتاحة الفرصة للطفل لإقامة علاقات مع غيره من الأطفال من إخوانه أو غيرهم على أساس الحب والتعاون، والثقة وعدم التنافس والعدوان، واحترام الآخرين.
يجب إزالة أسباب التوتر وسوء الفهم لدور الوالدين لدى الطفل دائماً.
يجب الامتناع عن ضرب الطفل أو توبيخه إذا بدر منه تصرف غير لائق تجاه أخيه؛ لأنكم بذلك تؤكدون النظرة الخاطئة لديه من أنكم تحبون أخاه أكثر منه فيزداد كراهية له ونفوراً منه.
توزيع المحبة والحنان والتقدير والعطف على الجميع بلا تفرقة، وعدم الثناء على بعض الأبناء دون البعض.
وختاماً : أعتقد أنكم ستجدون فيما كتبت حلاً لتلك المشكلة إن شاء الله، مع تمنياتنا لكم بالتوفيق في علاج هذه المشكلة والقضاء عليها، وأن يكون أولادكم من سعداء الدنيا والآخرة.
وبالله التوفيق.