هبوط المستقيم وعلاجها
2009-12-05 22:37:43 | إسلام ويب
السؤال:
أعاني من هبوط المستقيم أثناء البراز (تدلي المستقيم)، وخروجه أثناء الدفع إلى الأسفل، مما يضطرني إلى إعادته باليد أو عملية الشهيق.
علماً بأني أعاني من ذلك منذ أربع سنوات، وعمري 26 سنة، وقد اختلف الأطباء من عملية إلى أخرى كونها صعبة ونادرة الحدوث ولم يفدني أي طبيب بمدى نجاح العملية، وأتمنى أن يكون هناك علاج ولو طبيعي ولو لمدة طويلة؛ لأني غير مقتنع بالتدخل الجراحي خاصة في منطقة حساسة.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ماجد بريه حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يحصل هبوط المستقيم عندما ينزلق الغشاء المخاطي السطحي، أو كامل جدار المستقيم من خلال الفوهة الشرجيةِ، وهناك ثلاث درجات لهذا الهبوط:
1- هبوط المستقيم بغلافاته كلها (Full thickness rectal prolapse)، حيث يهبط كل المستقيم إلى الخارج وهذا يحتاج للعمل الجراحي.
2- هبوط مخاطية المستقيم وهذا تهبط به فقط مخاطية المستقيم خارج الشرج
3- هبوط داخل مجرى الشرج ولا يظهر للخارج.
وهبوط المستقيم الكلي قد يؤدي إلى ظهور تقرّحات مزمنة بالمستقيم، وقد يؤدي إلى: إما إمساك في بدايته ويصل الأمر إلى فقْد السيطرةِ على الغائط بدرجات متفاوتة في مراحل متقدمةٍ من المرض.
وهنالك عدة عوامل تساهم في أغلب الأحيان في تطور المرض الذي يَبْدأُ بهبوط داخلي مِنْ الجزء الأمامي للحائطِ الذي يستمر عند تجاهله وعدم اللجوء لعلاجه إلى الهبوطِ الكاملِ.
أما أسبابه فإنه لا يزال السبب الدقيق لهبوطِ المستقيم غير معروف، وفي 50% مِنْ حالاتِ الهبوطِ عند الكبار تكون بسبب الإجْهاد المستمر والدفع المُزمنِ عند التغوّطِ أو في أوقات الإصابة بالإمساكِ، أو تكيس الأمعاء أو المستقيم في تجويف الحوض، ضعف القاع الحوضي، وانقباض المعصرة الشرجيِة المزمنِ.
ومن الأمور الأخرى التي تساعد على حدوث هذا المرض مثل الإمساك المزمن، الإسهال الشديد، التضخّم البروستاتي الحميد، الأمراض الرئوية المزمنة، التليف الكيسي، السعال الديكي، اضطرابات الحبل الشوكي مثل حوادث السيارات التي تؤثر على إحساس وطريقة عمل الجهاز العصبي المنظم للإخراج، الأورام الشوكية وغيرها قد تؤدي إلى حدوث هذا المرض وإن كان موجوداً أصلاً فإنها تفاقمه.
أما بالنسة لك فيبدو أن الهبوط ليس من النوع الأول، ولذا يمكن أن تقوم بالتالي كتجنب الإمساك وعدم الضغط الكثير عند التغوط، وممارسة الرياضة بشكل مستمر، وتناول الوجبات المفيدة والمتزنة غذائياً والتقليل من الدهنيات والنشويات والتكثير من الألياف والمشروبات غير الغازية.
أما إن استمرت الأعراض فالعلاج المناسب يكون بالجراحة كما قيل لك، وهناك خياران رئيسان للعلاج الجراحي هما:
أولاً: التصحيح البطني: ويقوم الجراح بازالة الجزء الأخير من القولون الذي ما قبل المستقيم، ويسمى الـ Sigmoid؛ لأنه قد يكون طويلاً عند بعض الأشخاص، ثم تعليق المستقيم بعظم العجز، ويمكن لبعض جراحي القولون والجهاز الهضمي القيام بهذه العملية بالمنظار.
ثانياً: التصحيح المستقيمي: ويتم عن طريق القناة الشرجية، وذلك بازالة جزء من المستقيم وخياطة الجزء المتبقي، ويؤخذ بالاعتبار العديد من العوامل قبل تقرير نوع العملية الجراحية البطنية أو المستقيمية، حيث يدخل في الحسبان عُمر المريض، الحالة الصحيَّة، مدى الهبوطِ ونَتائِجِ الاختبارات المُخْتَلِفةِ.
وعادة ما تختفي الأعراض كلياً عند الغالبية العظمى من المرضى بعد العلاج الجراحي؛ ولذا فان نتائج العملية بيد أخصائي في جراحة الجهاز الهضمي تكون نسبة نجاح عالية.
وبالله التوفيق.