الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ وائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأريد أن أبدأ من نقطة هامة جدّاً، وهي أننا في بعض الأحيان حينما نقيم أنفسنا ربما نبالغ إيجاباً أو سلباً، بمعنى أننا قد نلجأ للتهوين أو التهويل، وهذه طبيعة بشرية، والإنسان حينما يكون مزاجه متعسراً يكون أكثر ميولاً لأن يقيم نفسه بصورة سلبية ويقلل من مقدراتها، فحقيقة أنا أود أن ألفت نظرك لهذه النقطة المهمة وهي أن تعيد تقييم حالتك، أنا أشعر أنك قد قسوت على نفسك كثيراً، بأنك قد قللت من مقدراتك بصورة أستطيع أن أقول أنها غير منصفة وأنها تؤثر سلباً على أدائك.
إذن أنت بالتأكيد لديك مقدرات، بالتأكيد لديك إيجابيات فيما يخص التواصل الاجتماعي، ولكن لا أقول سوء تقدير الذات، ولكن قطعاً قلة تقدير الذات هي التي جعلتك تكون أكثر قلقاً وتوتراً وحتى ما وصفته بضعف سرعة البديهة أعتقد أنه نوع من الاستنتاج السلبي.
أنا لا أود حقيقة أن أضع عليك أي نوع من اللوم، ولكن هذه حقيقة مثبتة علمية، وأنا يمكن أن أقول لك: يمكنك أن تقوم بإعادة تقييم نفسك بطريقة بسيطة جدّاً، ربما لا تكون هي الطريقة الفاعلة أو الدقيقة مائة بالمائة ولكنها تعطينا مؤشرات جيدة، مثلاً يمكنك أن تقرأ أي موضوع، وقم بتسجيله ثم بعد ذلك الاستماع إلى نفسك، أنا أعتقد أنك سوف تكتشف أنه لديك مقدرات تخاطبية جيدة، أو يمكنك أن تجري حواراً بشيء من الخيال مع طرف آخر وتقوم بتسجيله، وهذه طريقة علاجية جيدة جدّاً، أنا أريدك أن تتخذها كوسيلة لإعادة تقييم الذات، وفي نفس الوقت هي وسيلة علاجية.
الجانب الآخر والذي أنا أتفق معك فيه تماماً هو ما يمكن أن نسميه بالمخاوف الاجتماعية، فقد أصبح لديك شيء من الخوف الاجتماعي، أصبح لديك شيء من عدم القدرة على التركيز، وأصبحت تقيم أداءك الاجتماعي تقييماً سالباً؛ لأن الخوف والرهاب الاجتماعي قد فرض نفسه عليك، ولذا سوف نصف لك علاجاً دوائياً ممتازاً يساعدك إن شاء الله في هذا القلق الاجتماعي وهذا التوتر، وإن شاء الله يحسن لديك التركيز ويجعلك أكثر استرخاءً وتفاعلاً مع الناس، وإعادة تقييم ذاتك بصورة أكثر إيجابية في حد ذاتها سوف تساعدك أيضاً للتفاعل مع الآخرين.
من المحددات الرئيسية لما يسمى بالعلاج السلوكي هو أن يعرض الإنسان نفسه لمصدر خوفه؛ لأن التجنب والابتعاد يزيد من الإعاقة الاجتماعية – إذا جاز التعبير - . فيا أخي أنا أدعوك حقيقة ألا تنسحب، أن تشارك، وأن تثق في نفسك، وأن تثق في مقدراتك، وأن تقضي على هذا التقدير السلبي.
هنالك آليات جيدة جدّاً وممتازة لما نسميه بالتواصل الاجتماعي الجماعي، فمثلاً ممارسة الرياضة مع مجموعة من الشباب، الحرص على حضور حلقات التلاوة والمشاركة فيها، هذه لقاءات اجتماعية جماعية فيها فائدة كثيرة جدّاً وهي إن شاء الله تزيل القلق وتقهر الخوف الاجتماعي، حين تتحدث مع إخوانك، سلم عليهم سلاماً طيباً بتحية الإسلام، وتبسم في وجوههم، هذا يزيل عنك الرهبة، هذه فنيات بسيطة لكنها مهمة، الصلاة في المسجد في الصف الأول، هذا علاج أيضاً وجد أنه مفيد جدّاً، فهذه هي الآليات العلاجية الضرورية، وبعد ذلك بقي أن أصف لك الدواء.
بالنسبة لإرسال الوصفة الطبية عن طريق البريد الإلكتروني، هذا لن يكون مفيداً لأنني لا أحمل ترخيصاً لوصف الأدوية في مصر، والدواء الذي سوف أصفه لك يمكنك الحصول عليه دون وصفة طبية، الدواء يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral) ويسمى في مصر أيضاً بـ (مودابكس Moodapex)، واسمه العلمي هو (سيرترالين Sertraline)، فما عليك إلا أن تذهب إلى الصيدلية وتسأل عنه تحت هذا المسمى العلمي، ابدأ في تناوله بجرعة خمسين مليجراماً ليلاً، أي حبة واحدة في المساء، تناولها بعد الأكل، استمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبتين في اليوم، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم إلى حبة واحدة ليلاً، واستمر عليها لمدة عام - هذه ليست مدة طويلة أبداً – بعد ذلك تناول هذا الدواء حبة يوماً بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء، هذا من الأدوية الفعالة والممتازة لعلاج الخوف والقلق والرهاب الاجتماعي.
وعليك أيضاً بأن تدير وقتك إدارة فاعلة، هذا أيضاً مهم جدّاً، يجب أن تأخذ قسطا كافيا من الراحة، هذا يحسن من التركيز، ممارسة الرياضة تحسن التركيز، قراءة القرآن بتؤدة وتأمل وترتيل وتجويد وترسلاً وجد أنها تحسن التركيز، والاستغفار والذكر أيضاً هي وسائل للقضاء على النسيان.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.
ولمزيد من الفائدة يمكنك مراجعة هذه الاستشارات عن العلاج السلوكي لعدم القدرة على الحديث والتعبير عن الذات :
(
267560 -
267075 -
257722)
وبالله التوفيق والسداد.