أنفلونزا الخنازير.. طرق انتشارها والوقاية منها.
2009-10-05 13:26:37 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وتقبل الله منا ومنكم.
أود أن أسأل: (كثر هذه الأيام الحديث عن أنفلونزا الخنازير -أعاذنا الله وإياكم من شرها- فكيف تنتشر من شخص لشخص؟ وكيف تنتقل العدوى؟ وكيف يمكننا تجنبها وحماية صغارنا خصوصاً في الموسم الدراسي وفي ظل تكدس الفصول بالتلاميذ؟ وما هي طرق الوقاية من المرض؟ وما هي أعراضه؟ وكيف أفرق بينها وبين الأنفلونزا العادية؟ وهل لها علاج من عدمه؟
أعاذنا الله وإياكم من كل شر، وشكراً لسعة صدركم واهتمامكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
تنتشر أنفلونزا الخنازير مثل غيرها من أدوار الأنفلونزا العادية عن طريق الرذاذ سواء العطاس أو السعال أو استعمال الأدوات الشخصية لمريض مثل الكوب والملعقة وغيرها، وهي ليست بالخطورة التي يصورونها؛ بدليل أن نسبة الوفيات منها قليلة بالمقارنة بغيرها من الأمراض مثل الفيروس الكبدي الوبائي فيروس (سي)، والذي يبلغ عدد المصابين به ما يزيد عن تسعة ملايين نسمة ولم تقم الدنيا ولم تقعد بسببها، ولكن "تقارير إعلامية كثيرة، من هنا وهناك، أشغلت الفضائيات، وأخافت الناس، حتى خُيِّل للبعض أن هذا الوباء آتٍ لا محالة، ولن يترك صغيراً ولا كبيراً بخير، ولن تسلم مجتمعاتنا خاصة إلا إذا عطلت مدارسها، وألغت عمرتها وأجّلت حجها، وبادرت لحجز عشرات الملايين من جُرعات المطعوم السحري الموعود والذي عليه الكثير من علامات الاستفهام لخطورته وآثاره الجانبية، والتي جعلت شركات الأدوية المنتجة تتبرأ من أي أضرار أو آثار جانبية قد تظهر منه، ويشترطون توقيع من يأخذه أنه لا يطالب الشركة المنتجة للتطعيم من أي مسائلة قانونية لما يترتب عليه من أضرار.
وخاصةً أن التركيز الإعلامي انصب على حالات الوفاة، علماً أن دراسةً متأنية بينت أن كل الذين ماتوا بسبب هذا الوباء كانوا يعانون أصلاً من خللٍ في جهاز مناعتهم لسبب أو لآخر، ولو أن الإعلام ركز بنفس القدر على مئات الآلاف الذين تعافوا من الإصابة لظهر الوباء للناس بسيطاً على حقيقته، وهذا التركيز بهذه الطريقة فيه تهويلٌ عظيمٌ وبعدٌ عن الحقيقة، لحاجةٍ أو لحاجاتٍ بدأت تتبدى للمهتمين يوماً عن يوم.
ويمكننا تجنبها بتجنب أسباب العدوى؛ من التواجد في الأماكن المزدحمة بغير ضرورة مثل السينما والملاعب والملاهي، ولكن بفضل الله لم تكن هناك أي إصابات في عمرة رمضان والتي بلغ تعداد المعتمرين في ليلة السابع والعشرين ما يقرب من ثلاثة ملايين مسلم، بعد أن ملئت الدنيا ضجيجاً بألا يذهب أحد إلى العمرة خوفاً من الإصابة الموهومة، وكما يفعلون الآن في حديثهم عن الحجاج وأن الحج سوف يمنع منه المصريين إذا تأخر وصول التطعيم!
ويجب الاهتمام بالنظافة العامة وللصغار والكبار وكذلك النظافة الشخصية، فيجدر بكل من هو مصاب بأعراض العطاس والرشح والسعال مع ارتفاع في درجة الحرارة أن يلزم بيته ويمرض في حجرة منفصلة ولا تستعمل أدواته الشخصية أحد وإذا أراد العطاس أو السعال فيكون ذلك في منديل ورقي وليس في وجه جلسائه ويتخلص من هذا المنديل في قمامة مغطاة، وعليه أن يتناول خافض للحرارة ومسكن للآلام وعمل كمادات باردة إن احتاج الأمر.
وللوقاية من المرض على كل أحد أن يكثر من تناول الخضروات والفاكهة والعصائر الغنية بفيتامين سي، مثل الجوافة والليمون والبرتقال، وممكن يتناول خليطاً من عصير 3 ليمونات مضافا إليه 3 ملاعق عسل نحل وكل ذلك يقوي من مناعته، وكذلك يتجنب كل ما من شأنه يقلل المناعة مثل العصائر والمياه المثلجة والتعرض لتيارات هواء شديدة البرودة من مكيفات أو مراوح مباشرة، وكذلك يتجنب السهر الشديد والدخان والسجائر وغيرها من هذه المهلكات والتي ابتلي بها كثير من الناس.
وأما عن الفرق بين الأنفلونزا العادية وأنفلونزا الخنازير: أن الأنفلونزا العادية تكون فيها الحرارة وآلام الجسم والصداع والقشعريرة نادرة، ولكن في حالة أنفلونزا الخنازير تكون هذه الأعراض السالفة الذكر من أساسيات المرض، وقد تستمر الحرارة مرتفعة جداً قد تصل إلى 40 درجة مئوية وتظل لمدة أربع أيام متتالية.
كذلك الرشح والعطاس وانسداد الأنف والتهاب الحلق يكون من أساسيات الأنفلونزا العادية، ولكن نادراً ما يصاحب أنفلونزا الخنازير والتي غالباً ما تكون مصحوبة بسعال جاف وحاد وبدون بلغم بينما العادية يكون السعال مصحوباً ببلغم، وأما عن التعب والإرهاق فيكون بسيطاً في العادية وشديداً وملحوظاً في أنفلونزا الخنازير.
والأعراض تظهر وتتطور ببطء شديد مع الأيام في الأنفلونزا العادية، أما الأخرى فقد تتطور بشكل مفاجئ وسريع وتضرب الجسم بعنف مسببة الصداع والإرهاق والآلام والحرارة الشديدة مع سعال وثقل في الصدر وصعوبة في التنفس في حالة تطورها.
وأخيراً ندعو الله عز وجل أن يعافي الجميع.
والله الموفق لما فيه الخير والسداد.