نصيحة لمعقود عليها في فراق زوجها الذي لا يصلي لحالته النفسية
2009-10-08 08:36:15 | إسلام ويب
السؤال:
تقدم لخطبتي شاب فوافقت عليه بعد السؤال، بعد ذلك تقريباً بأربعة أشهر تركني وقال: إنه لا يريدني وإنه يكرهني، وصبرت وتحملت الألم، بعدها جلست حوالي ثلاث سنوات ثم تقدم لي شاب آخر عمره 33 عاماً، وعندما سألنا عنه قالوا: إنه لا يعمل وكان على وظيفة ولكن بسبب ظروفه النفسية ترك عمله ويصرف له راتب شهري ممتاز، وإنه كان يعاني من مرض نفسي، ولكن أصبح أحسن بكثير، ولا أعلم ما هو هذا المرض بالضبط!؟ فوافقت عليه نظراً لأنني أصبحت كبيرة في السن وعمري 33 عاماً، ولن يتقدم لي أحد لم يتزوج بعد، وأنا أعتبر أكبر بنت لم تتزوج بعد في قريتنا، وبعد الملكة ظهرت لي أشياء منها أنه لا يصلي وذلك على حسب قوله: إنه لا يستطيع الصلاة بسبب أنه لا يعلم ماذا يقول في الصلاة، ويخيل له أشياء لا نراها، ويحس أن الإمام يقصده في الآيات، وكذلك لا يستطيع السلام على والده ووالدته بسبب أنهما هما السبب فيما هو فيه، وكذلك عنده شكوك حتى في أنا، وقد حكى لي أهله أنه كان يصلي ويحب والده ووالدته ويحترمهما وكان مواظباً على عمله، ولكن ما حصل له من ثلاث سنوات فقط، مع العلم أنه إنسان طيب وذو أخلاق ومطيع وينفذ كل طلباتي، ويعيش وحيداً في مكان غير سكن أهله طيلة هذه الفترة، إنني أرحم هذا الرجل بسبب وحدته وكل الآلام التي يعيش فيها، حتى لدرجة أنني أبكي أحياناً عليه وأذكر أنه في بداية عقد قراني كانت حالته النفسية سيئة، فقد كان يبكي على أتفه الأسباب، والآن يشهد الكثير من معارفه وإخوانه أنه تعدل إلى الأفضل وأصبح مرتاحاً جداً حسب قولهم.
أنا الآن في أشد حيرتي: هل أكمل مشواري مع هذا الرجل أم أتركه بسبب الصلاة، وليس لأي شيء آخر؛ لأنني حاولت معه تكراراً أن يصلي ويقول: (يصير خير)، وأحياناً يذهب المسجد مع أبي ولا أدري ماذا أفعل! علماً أنه استأجر شقة وأثثها وهو مستعد للزواج، ماذا أفعل جزاكم الله خيراً؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخت الفاضلة/ أساس الألم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكر لك حرصك على صلاح زوجك، ونسأل الله تعالى أن يقر عينك بصلاحه ويثبتك على ما تقومين به من نصح له وإرشاد، ولا يخفى عليك أيتها الأخت الكريمة ما لصلاح الزوج من أهمية وأثر على الأسرة، فهو رب الأسرة وأب للأولاد يرونه ويقتدون به، من أجل ذلك حث الإسلام على تخير الزوج الصالح، فقال صلى الله عليه وسلم: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه)، وزوجك هذا يبدو أنه قابل للتغير ويمكن أن يتحسن حاله، فبوادر الخير ظاهرة من خلال عرضك لحالته، إذ إنه يذهب إلى المسجد إذا طلبت منه ذلك ويعدك بأنه سيصلي، وربما كان ما يعانيه من المرض سبباً في تخلفه عن الصلاة، ولذا فإننا نرى أيتها الأخت إن كنت ترين إمكان استجابته والتزامه بالصلاة فلا تستعجلي بفراقه، وننصح باتباع الخطوات الآتية:
1) حاولي أن تقنعي زوجك بالمحافظة على الأذكار، لا سيما أذكار الصباح والمساء وأذكار النوم، والإكثار من قراءة القرآن.
2) يستحسن أن يرقى هذا الزوج بالرقية الشرعية، ولا بأس في الاستعانة بمن يحسن الرقية من أهل الخير والصلاح.
3) يذكّر هذا الزوج بمنزلة الصلاة من الدين وأنها عمود الإسلام، وأن تركها كفر، وينبغي أن تذكر له فوائد الصلاة وثمارها في الدنيا والآخرة، ويستعان على تحقيق هذا المقصد بقراءة الكتيبات النافعة التي جمعت فوائد الصلاة وثمارها، ومن تلك الكتيبات كُتيب (لماذا نصلي) للشيخ محمد إسماعيل المقدم، وإن كان هذا الأخ لا يحسن الصلاة فليتعلم كيف يصلي، وإن كان يتخوف من الصلاة في المسجد فليصل في البيت جماعة، ويؤخذ بالتدرج حتى يستقيم حاله، ولعل الله تعالى يأجرك فيه ويجعل لك فيه خيراً كثيراً.
4) أكثري من الدعاء، واستعيني بكل من له تأثير عليه.
أما إن رأيت أنه مصر على ترك الصلاة فالأولى مفارقته، ولعل الله يعوضك خيراً منه، فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، ولا تيأسي من رزق الله تعالى، واعلمي أن ما يقدره الله تعالى خيرٌ لك مما تتمنينه أنت، وقد قال الله سبحانه: (( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ))[البقرة:216].
نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، وبالله التوفيق.