أثر رفض العادات والتقاليد الزواج من جنسية أخرى
2009-08-17 08:55:42 | إسلام ويب
السؤال:
أرجو من حضرتكم التكرم عليّ بالنصح والإرشاد، فأنا مطلقة منذ (7) سنوات، وليس لديّ أطفال، عمري (30) عاماً، وأرتدي الحجاب الشرعي وأضع النقاب، ولا أضع الزينة أو ما يلفت النظر، تعرفت إلى شاب من جنسية عربية، والسبب أني كنت زبونة للمحل الذي يبيع فيه، اتصل عليّ ورجاني بأن أترك له المجال كي يحدّثني، وعندما أخبرني أنه يريد الزواج مني سألته ما السبب وتوجد الكثيرات ممن هن أجمل مني، وأيضاً بنات بلده جميلات جدا؟ ردّ عليّ: بأني خجولة وعلى خلق، وبأني لا أتصرف مثل باقي النساء اللاتي يتصرفن بدون أخلاق، قلت له بأنه مستحيل لأن أهل بلدي ينظرون إلى أهل بلده نظرة دونية، وبأن قبيلتي ستقاطع والدي إن وافق عليه، وإن وافق أبي فهذا في أحلامي، لدرجة أنه بكى عندما طلبت منه أن لا يفكر بمكالمتي، وهو ينوي أن يتقدم لخطبتي مع أهله بعد عدة أشهر؛ لأنه حالياً مسافر.
هل يجوز لي أن أصلي صلاة استخارة وأدعو ربي أن ييسر لي ما فيه خير لي؟
لقد تعبت بصراحة من وضعي هكذا، فعمري يمضي وأنا بدون زوج، علماً بأن كل من تقدموا لخطبتي طلب إخوتي مني الرفض لأنهم لا يتمتعون بالتدين أو الأخلاق، فهل تنصحونني أن أخبر والدي أم ألتزم الصمت وأرضى بظلم العادات والتقاليد؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المقهورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
قد أحسنت - بارك الله فيك – في التزامك الحجاب الشرعي، وأما تعرفك على هذا الشاب ومحادثته لك فيمكن أن تكون مفتاح شر عليك، إذا لم تنتبهي لمكائد شياطين الإنس والجن، فتضبطي تصرفاتك بالضوابط الشرعية لعلاقة المرأة بالرجل الأجنبي عنها، فإن الإسلام لا يقر العلاقة بين رجل وامرأة خارج إطار الزوجية، وكثيرون هم الذين يحسنون الكلام المعسول للتلاعب بمشاعر النساء، وجرهنَّ إلى ما لا تُحمد عاقبته.
لذا فأنا أوصيك -أولاً- بتقوى الله وقطع أي اتصال بهذا الرجل، وإذا كان صادقاً يريد الزواج فعليه أن يأتي البيوت من أبوابها، فليأتِ إلى أهلك ويطلبك منهم، وإذا فعل هذا فنصيحتنا أن تتركي النظر لوالدك في قبوله ورفضه؛ لأن الوالد لخبرته في الحياة أدرى منك بالمصلحة والمفسدة، وإذا قدر الله وقبله الوالد فصلي صلاة الاستخارة واطلبي من الله أن يقدر لك الخير حيث كان.
نحن نؤكد أنه لا ينبغي لك أن تخالفي أهلك في رفض هذا الرجل إذا رفضوه، أما إن تقدم لك من أبناء بلدك من يصلح زوجاً وهو قادر على تحمل أعباء الزواج فإننا لا ننصح برده إلا إذا كان سيئ الخلق سيئ الدين، أما إن كان فيه شيء من التقصير فهذا مما يتحمل ويُطاق الصبر عليه.
وصيتنا أيتها الأخت أن تلجئي إلى الله تعالى، وتكثري من ذكره ودعائه أن يقدر لك الخير، وكوني على ثقة أنك متى ما اتقيت الله تعالى فإنه سيجعل لك فرجاً ومخرجاً، وفقنا الله وإياك لكل خير.