مشاكل زيادة إفراز الغدة الدرقية وإنزيم الكبد
2009-05-24 10:55:54 | إسلام ويب
السؤال:
أنا مريض بزيادة إفراز الغدة الدرقية، وأتابع مع الطبيب منذ أربعة أشهر، وأتناول الكاربيمازول ولا يوجد تحسن، وقد اكتشفت مؤخراً زيادة إنزيم الكبد أيضاً، فما هي مشاكل زيادة إفراز الغدة الدرقية وأيضاً زيادة انزيم الكبد؟ وهل هناك ارتباط بين العرضين؟
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الغدة الدرقية من الغدد الهامة في الجسم وتعمل أساساً على إفراز الهرمونات التي تتحكم في عمليات الاستقلاب في الخلايا، وبالتالي فعند حدوث أي اضطراب في وظيفة الغدة الدرقية يحدث - كنتيجة لذلك - خلل في جميع وظائف الجسم.
وهناك ثلاثة أسباب لنشاط الغدة الدرقية:
1- مرض غريفز: وهو يعتبر أكثر سبب لفرط نشاط الغدة الدرقية عند من هم أقل من أربعين عاماً، وهو مرض مناعي وله استعداد وراثي، وفيه يشكل الجزء بروتينات غير طبيعية تسمى حافزات الغدة الدرقية، وبالتالي يزداد نشاط الغدة، وعلى الرغم من الاستعداد الوراثي فإنه لا يكفي وحده، إلا أنه يعتقد أن سبب حصول المرض هو إصابة الإنسان بفيروس يتسبب في أن يبدأ الجسم - عند من عنده استعداد وراثي - في تشكيل هذه البروتينات، وفي هذا المرض قد تتحسن الأعراض بالعلاج إلا أن فترة العلاج الدوائي عادة ما تحتاج لفترة عام أو أكثر على الرغم من أن الأعراض تتحسن خلال فترة أسابيع.
2- عقيدات أو عقدة في الغدة تتسبب في ازدياد نشاطها، والسبب هنا ليس فيروسياً، وهذا يحدث في (10%) من حالات زيادة نشاط الغدة الدرقية، وهذه أيضاً تحتاج للعلاج لفترة طويلة وقد تحتاجين للجراحة إلا أنه لم يكن هذا هو سبب نشاط الغدة عندك.
3- حالة مؤقتة من فرط النشاط الدرقي عن التهاب الغدة الدرقية بسبب عدوى فيروسية، ويسمى التهاب الغدة تحت الحاد، وفي حالات نادرة يسبب ورماً غير سرطاني (ورم غدّي) أو نمو للغدة الدرقية فتنتج إنتاجاً مفرطاً لهرمون الغدة الدرقية، وفي حالات أكثر ندرة من السابقة يكون الورم غير السرطاني في الغدة النخامية الذي ينتج فائضا من الهرمون المنبه للدرق، مما يجعل الغدة الدرقية تفرط في إنتاج الهرمون.
فإن فرط نشاط الغدة الدرقية يعني أن هناك زيادة في إنتاج هرمونات الغدة الدرقية، وهذه الزيادة هي السبب في الأعراض التي تترافق مع هذا المرض مما يؤدي إلى زيادة معدل الاستقلاب في الجسم - عمليات البناء والهدم في الأنسجة -، وهكذا فإن الغدة الدرقية زائدة النشاط تجعل كل شيء في الجسم زائد النشاط، وعادة ما يرافق هذا النوع من الزيادة في إفراز الهرمون تضخماً في حجم الغدة الدرقية.
وبسبب زيادة الاستقلاب في الجسم فإنه يحصل نقص في الوزن ومتى تمت السيطرة على الأعراض تماماً فإن المريض بعدها يبدأ في اكتساب الوزن المفقود.
وأما بالنسبة للعلاج فعادة ما تعود وظيفة الغدة مع العلاج الدوائي إلى الوضع الطبيعي بعد (6 - 8) أسابيع، إلا أن العلاج يحتاجه المريض لفترة (18 - 24) شهراً، وقد يكون بجرعة مخفضة بالمقارنة مع الجرعة الأولى، وكل ذلك بإشراف الطبيب وبعد إجراء التحاليل لاستبيان مستوى هرمون الغدة الدرقية (T4,T3) وهرمون الغدة النخامية (Tsh)، وهناك بعض المرضى الذين لا يستجيبون للعلاج الدوائي أو تعود عندهم الأعراض بعد توقف العلاج، وهؤلاء قد يحتاجون إما للعلاج باليود المشع أو العلاج الجراحي وهذا متروك لطبيبك المعالج.
أما عن ارتفاع إنزيمات الكبد فقد يكون له علاقة بالدواء الذي تستخدمه فهناك حالات يحصل فيها ارتفاع في الصفار وإنزيمات الكبد مع الدواء وعندها يجب التوقف عن الدواء، إلا أنه في نفس الوقت يجب أن نتأكد من عدم وجود أسباب أخرى، فإن كان الارتفاع بسيطاً فقد يكون السبب هو زيادة دهون الكبد، ويجب أيضاً إعادة التحاليل، فقد تعود للطبيعي، ومن ناحية أخرى يجب أيضاً التأكد من عدم وجود فيروسات مثل فيروس (بي) أو (سي).
وبالله التوفيق.