موقف الزوجة تجاه مشاكل والدي زوجها
2009-03-10 07:07:08 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
أنا سيدة متزوجة ولي ولد والحمد لله أعيش وزوجي حياة سعيدة وهذا من فضل الله.
مشكلتي تتلخص أن والدي زوجني أناس -هداهم الله- ينمون ويغتابون الناس ولم يسلم أحد من شرهم حتى أولادهم، المشكلة الأكبر هي أن أم زوجي دائماً ما تسعى لخلق المشاكل لي لأتفه الأسباب، وتكلمني بطريقة تريد بها احتقاري أمام الناس، وأنا لا أستطيع الرد بل أكتفي بالصمت.
وأبكي لوحدي، زوجي متفهم ودائماً يواسيني، البعض يقول: لماذا أعيش الذل، يجب أن تثوري إذا جرحوك، ولكن لا أستطيع!! أخاف أن يطلقوني، وأقول أيضاً إن الله يسمع ويرى.
لقد أصبحت أكرههم، أرجوكم ساعدوني فأنا محطمة، أحس أني نكرة وأنا معهم.
شكرا لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Omkassim حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله - العلي الأعلى- بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفرج كربتك وأن يقضي حاجتك، وأن يصلح ما بينك وبين والدي زوجك، وأن يغفر لهم، وأن يتوب عليهم، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك -أختي الكريمة الفاضلة– من أنك تعانين معاناة شديدة من والدي زوجك حيث إنهما يغتابون الناس وينمون ولم يسلم من شرهم أحد، حتى أولادهم، وأم زوجك تسيء معاملتك وتسعى لخلق المشاكل بينك وبينها لأتفه الأسباب وتكلمك بطريقة تريد بها أن تحتقرك أمام الناس، وأنت ولله الحمد والمنة لا تردين عليها بل تكتفين بالصمت، وزوجك جزاه الله خيراً متفهم ويواسيك دائماً، وبعض الناس يقول: ينبغي أن تثوري على هذا الواقع، وأنت تخافين من الطلاق إلى غير ذلك.
أقول لك - بارك الله فيك – أنا أعتقد أنك من فضل الله منَّ الله عليك بنعمة عظيمة وهي نعمة القدرة على التحمل، فأنت قد أكرمك الله عز وجل بكرامة كبيرة، وأنا واثق بأن عدم رفضك أفضل مليون مرة من ردك، عدم ردك هذا من فضل الله تعالى يقتل المشاكل قتلاً، ولعل صمتك وعدم ردك هو الذي يجعلها تكاد أن تجن وتضغط عليك بشدة حتى تثيرك وحتى تتكلمي كلاماً غير مسئول لتختلق المشاكل ولتفسد ما بينك وبين زوجك ولتشتت أسرتك، ولذلك أنا أقول لك: أنت لست ضعيفة ولا ينبغي أبداً أن تبكي أبداً، أنت قوية؛ لأن الذي يصمد ويتحمل هو القوي، أما الإنسان الضعيف هو الذي يثور وهو الذي يزمجر وهو الذي يرد السيئة بالسيئة.
النبي عليه الصلاة والسلام كان من أخلاقه أنه لا يرد السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح، فأنا أتمنى أن تعلمي أن الله أكرمك بنعمة عظيمة، وأتمنى أن تحتسبي الأجر عند الله تعالى، لا تردي السيئة بالسيئة، ولكن قولي: (اللهم اغفر لهم فإنهم لا يعلمون). فأتمنى -بارك الله فيك- أن تكثري من الدعاء لوالدي زوجك – لأبيه وأمه – أن يعافيهم الله تعالى من هذا البلاء، وأن يعافيهم من هذه المعاصي الكبيرة؛ لأن الغيبة والنميمة من الكبائر، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (لا يدخل الجنة نمام)، وإلى غير ذلك من الأحاديث الكثيرة، والله تبارك وتعالى يقول: (( وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ))[الحجرات:12] فالنميمة من الكبائر الكبرى والغيبة أيضاً من الكبائر الكبرى، فنسأل الله أن يعافيهم من ذلك.
واعلمي أن صمتك هذا ليس ضعفاً ولكنه قوة، واعلمي أنك بذلك تتأسين بالنبي المصطفى محمد عليه الصلاة والسلام فكما ورد في حديث أبي الدرداء – رضي الله تعالى عنه – قال: (أوصاني خليلي بسبع أوصيكم بهنَّ) ومنها قال: (أن أعفو عمن ظلمني وأعطي من حرمني، وأصل من قطعني، وأحسن إلى من أساء إليَّ)، فهذا الذي أنت فيه صفات رائعة، وهي ليست ضعفا ولكنها قوة، وخوفك من الطلاق هذا ليس له أساس، ولا تفكري في الطلاق مطلقاً، وإنما فكري بأن تصبري عليهم ابتغاء مرضاة الله تعالى، وقولي: (اللهم يا رب إني أصبر ابتغاء مرضاتك، فأسألك اللهم يا رب أن تعينني على ذلك)، ولا تفكري في الدعاء عليهم، ولا أيضاً في الكراهية لهم، وإنما ادعي لهم أن الله سبحانه يصلحهم، وأبشري بخير - بإذن الله تعالى – فسينصرك الله عليهم، وأنا أبشرك عما قريب سوف يزول هذا كله، وسيتوقفون عن هذه الإساءة.
هذا وبالله التوفيق.