الرفق أولاً في تربية الأبناء
2009-02-02 14:13:21 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أنا أمٌّ لطفلين، الكبير منهما عمره ست سنوات، والصغيرة عمرها سنتان، وأنا مقيمة في دولة غير إسلامية، ومشكلتي أن ولدي لا يخاف مني، ولا يطيعني، وزوجي يعيش في بلد آخر، وزوجي يستخدم العنف مع الأطفال، أريد أن أعرف كيفية استخدام عملية الترغيب والترهيب في التربية الإسلامية بالتفصيل مع ضرب الأمثلة.
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Maha حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الخوف لا يصلح في التربية، واستخدام الأب للعنف لا يفيد؛ لأن القبضة الحديدية عمرها محدود، وتربي الطفل من خلالها على الكذب والاحتيال والنفاق والضعف، كما أن الدلال الزائد يضر بالأطفال.
ولذلك فنحن ندعوكم أولاً للاتفاق على خطة موحدة في التوجيه، وأن يحرص كل منكما على غرس احترام الآخر في نفوس الأطفال، مع ضرورة رعاية المراحل العمرية لكل طفل، وأحسب أن طفلك الآن في نهاية مرحلة العناد الأولى، فاحرصي على ملاطفته ومحاورته والاهتمام به، وقللي من النصائح والتوجيهات المباشرة، واستخدمي التحفيز والتشجيع، ولا تكثري عليه من الأوامر التي تحتمل الإجابة بنعم أو لا، ولكن قولي: الطفل الممتاز يسمع الكلام وفلان ممتاز وسوف يسمع كلام والدته، والطفل الممتاز يذهب للفراش بعد ربع ساعة؛ ولأن فلاناً ممتاز فأنا متأكدة من أنه سوف يسمع الكلام.
وأما بالنسبة للوالد فمن الضروري أن ينتبه لخطورة استخدام الشدة، وذلك لأن الأصل في التربية هو الرفق، وأما العنف فإن آثاره خطيرة ولا يصلح استخدامه مع أطفال في هذه السن.
ومن هنا يتضح لنا أن الترغيب مقدم وأن التشجيع مفيد، وأرجو أن تبدأ المكافأة من الابتسامة والثناء والقبلة والهدية، مع ضرورة أن تكون الهدايا بقدر، فلا تعطيه جوائز كبيرة على أمر صغير، ولا تعطيه حوافز على الواجبات، فلا تقولي: إذا حللت الواجب فلك كذا، ولا تقولي: إذا سمعت كلام أمك نعطيك كذا، ولا تقولي: إذا صليت لك جائزة؛ لأن هذا يجعله يعتاد على الرشوة ولا يؤدي الواجبات إلا بمقابل.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن لا تظهري الانزعاج، ولا تعلني عجزك أمام أطفالك، وتوجهي إلى الله، واعلمي أن أهم وأكثر ما تصلح به أبناؤنا هو إصلاح أنفسنا، وذلك لأن الحسن عندهم ما استحسناه، والقبيح عندهم ما استقبحناه، نسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.
وبالله التوفيق والسداد.