إرشادات وتوجيهات لمتزوجة تعاني الحزن والرغبة في البكاء لبعدها عن أهلها ومشاكلها الخاصة مع زوجها
2008-12-29 08:54:20 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشعر بالحزن والضيق ورغبة شديدة بالبكاء غالباً منذ فترة.
لقد تزوجت منذ ثلاث سنوات، ولدي طفلة وأسكن في مدينة بعيدة عن مدينتي، فأفتقد أمي وإخوتي وأقربائي كثيراً، ولا يوجد لدي جيران أو أشخاص أتحدث إليهم غير زوجي الذي تحدث بيني وبينه الكثير من الاختلافات في وجهات النظر والآراء، كما أن لدي مشاكل شخصية خاصة معه، فهو متطلب وسريع القذف، أصبحت أكره أن أكون معه؛ لأني غالباً ما أشعر بضيق شديد بعد ذلك، فمنذ زواجي لم أحصل على الشعور بالرعشة إلا مرتين أو ثلاث فقط في ثلاث سنوات.
مع أنني أحبه كثيراً ومتأكدة من حبه الشديد لي، لكني أشعر بالضيق الشديد حين أشعر برغبته بأن يكون معي، فأكتم ذلك بنفسي حتى لا أضايقه، وأجامله كثيراً كيلا ينزعج ولا أقصر في حقه أبداً، بل حتى إنني أمثل الفرح والسعادة لكي يفرح، وأنا في نفس الوقت أشعر بكبت وضيق شديد في داخل نفسي.
لقد تعبت من الوحدة وأصبحت أخاف من كل شيء!
كما أنني كثيرة النسيان بشكل فظيع، أنسى إبريق الشاي حتى يحترق، لا أعلم أين وضعت أغراضي، وقد يطلب مني القيام بأمر معين فلا تمر دقائق إلا وقد نسيت ما هو.
أصبت بالأرق وقلة النوم وكثيراً ما أرتعش وأرتجف في أثناء النوم، وحين أشعر بالضيق أشعر بألم في معدتي وغثيان شديد وصداع مؤلم في رأسي وأكره الأصوات المرتفعة والإزعاج، أصبحت عصبية بشكل ملحوظ، كما أنني أشعر بألم في أسفل الظهر وتصلب فيه وعدم القدرة على الحركة والانثناء في حين استيقاظي من النوم.
لا أعرف ماذا يحدث لي؟! فأنا أشعر بالكسل والخمول والتوتر والقلق، ولا يكون هناك مسبب لذلك، أرجوكم أفيدوني في ذلك، فقد يئست وتعبت.
ولكم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ N.s.m حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فجزاك الله خيراً وبارك الله فيك.
فإن الجزء الأخير من رسالتك يشير إلى أنك تعانين من القلق، فهذا القلق هو الذي يشتت أفكارك ويجعلك تصابين بالعصبية وعدم تحملك للأصوات العالية، هو أيضاً من صميم القلق، كما أنه لديك أعراض جسدية كثيرة كلها تشير إلى وجود القلق، منها الغثيان وآلام المعدة، وكذلك الانشدادات العصبية التي تحدث في أسفل الظهر، وما يتأتى منها من ألم.
كما أن اضطراب النوم الذي تعانين منه هو أيضاً من القلق، والكسل والخمول أحياناً يكون مصاحباً للقلق وأحياناً يكون هو إشارة لوجود مزاج اكتئابي بسيط، أو شعور بالكدر والكآبة.
سوف نصف لك دواء ممتازاً وجيداً جدّاً، سوف يساعدك كثيراً في هذه الأعراض، وهذا الدواء يعرف تجارياً باسم (زولفت Zoloft) أو (لسترال Lustral)، ويسمى علمياً باسم (سيرترالين Sertraline)، أرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة خمسين مليجراماً (حبة واحدة) ليلاً لمدة شهرين، ثم بعد ذلك ارفعي الجرعة إلى حبتين (مائة مليجرام) ليلاً، واستمري عليها لمدة ستة أشهر، ثم خفضي الجرعة إلى خمسين مليجراماً ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى، ثم توقفي عن تناول الدواء.
هذا الدواء من الأدوية الجيدة والممتازة لعلاج القلق والتوتر، وكذلك الكآبة وكل الأعراض التي وردت في رسالتك.
سيكون من المفيد لك جدّاً أن تمارسي الرياضة – أي نوع من الرياضة – خاصة رياضة المشي، رياضة المشي في مثل عمرك ذات عائد إيجابي عظيم للصحة النفسية، وكذلك للصحة الجسدية، الرياضة تبعث طاقات جديدة وتحسن من الدافعية وتؤدي إلى توازن كيميائي وبيولوجي داخلي يؤدي إلى الشعور بالاسترخاء والطمأنينة، فأرجو أن تكوني حريصة على ذلك.
يأتي بعد ذلك علاقتك بزوجك وابتعادك عن أهلك ومدينتك، فالحمد لله الآن التواصل بين الناس ليس بالصعب، حتى ولو ابتعدوا جغرافياً عن بعضهم، فالاتصالات أصبحت سهلة جدّاً، فأرجو ألا يشغلك هذا الأمر، فاتصلي بأهلك من وقت لآخر، وحاولي أن تشغلي نفسك بأن تعرفي أن رسالتك الدراسية هي مهمة جدّاً وقبل ذلك مهمتك الزوجية، الزوجة الصالحة والناجحة هي التي دائماً تحاول أن ترضي زوجها وأن تسعده وأن تحفظ بيته وأن تتحين الفرص الطيبة وتحاوره فيها.
هذا مهم جدّاً، زوجك يأتي من العمل متعباً فأرجو أن تهيئي له المقعد في البيت والظروف التي تجعله يحس بالاهتمام ويحس بالراحة والسعادة، وحين يكون مزاجه طيباً ومسترخياً يمكن أن تطرحي معه المواضيع الأسرية، وحاولي أن تتذكري وتذكريه النعم الكثيرة والإيجابيات الموجودة في حياتكما.
أنت محتاجة لإدارة وقتك بصورة صحيحة، ويمكنك أن تديري وقتك - كما ذكرت لك – بين الدراسة وعمل البيت وممارسة الرياضة الممكنة، والتمسك بكتاب الله وتلاوة القرآن والصلوات والذكر، ومشاهدة المواد النافعة في التلفزيون، فيمكنك أن تقومي بالكثير الذي يُبعدك عن هذا الحزن وعن هذه الضيقة وهذا الاكتئاب.
هذا هو الذي أود أنصحك به.
أما بالنسبة لسرعة القذف لدى زوجك فأعتقد أنه من الضروري أن تناقشي هذا الأمر مع زوجك، ولا حياء في هذا الأمر، ناقشيه ووضحي له ذلك، وهناك طرق كثيرة جدّاً يمكن من خلالها أن يساعد الرجال لتأخير القذف، فهنالك أدوية جيدة جدّاً، وحتى عقار الزولفت الذي وصفته لك يؤخر القذف عند الرجال قليلاً، ويعتقد أن سرعة القذف عند الرجال هي ناتجة من نوع من الكتمان أو القلق الداخلي أو هكذا، وهنالك عدة نظريات أخرى، وهنالك دواء آخر يعرف تجارياً باسم (زيروكسات Seroxat) أو (باكسيل Paxil)، ويعرف علمياً باسم (باروكستين Paroxetine) من الأدوية الممتازة لعلاج تأخير القذف، وهنالك عقار آخر يعرف تجارياً باسم (أنفرانيل Anafranil) ويسمى علمياً باسم (كلومبرامين Clomipramine) أيضاً يساعد كثيراً في تأخير القذف.
أيضاً إذا مارس زوجك الرياضة وكان أكثر استرخاءً هذا أيضاً - إن شاء الله تعالى – يوقف القذف السريع لديه.
عموماً أنت بالطبع تتفهمين زوجك أكثر منا، وهذا الموضوع كما قلت لك بالرغم أنه موضوع حساس ولكن يجب أن تطرحيه مع زوجك؛ لأنه من حقك ومن حقه الاستمتاع بالمعاشرة الزوجية.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وعليك أن تطبقي الإرشادات التي ذكرتها لك وأن تتناولي العلاج الذي وصفناه لك، وإن شاء الله أنا على ثقة كاملة أن أحوالك سوف تتحسن بدرجة كبيرة وتعيشين حياة سعيدة وطيبة بإذن الله تعالى.
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك.
وبالله التوفيق.