لا أحب طفلتي لأنها تذكرني بحماتي.
2008-11-29 23:00:18 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم.
عندما ولدت طفلتي الأولى عانيت ما عانيت من حماتي، وكان زوجي مسافرا في تلك الفترة، فكانت تنتشلها مني وتقول لي هذه لنا، ومتى أريد يتركك ابني، وتهددني بكل الأساليب بأنها ستأخذ ابنتي مني، ثم سافرت مع زوجي وأصبح الآن عندنا أيضاً ولد.
المشكلة بأنني أشعر بأن ابنتي ليست لي، وبأن ابنتي أخذوها مني، أشعر بأن ابنتي تكرهني مثل حماتي! لأنها حنكتها، فهي ترفض أن أحضنها وتعذبني وتعاندني حتى إنها ترفض النوم ولا تنام إلا بعد أن أضربها فتبكي فتنام.
لم أعطها حبي كما أعطي ابني الآن؛ لأن نفسيتي كانت تعبانة من تعذيب حماتي لي، والآن ابنتي تذكرني بأيامي السوداء.
وهي تغار من أخيها، وأعترف بأنني أحبه أكثر، فإنني ولدته بعيداً عن حماتي، وهي لم تلمسه - والحمد لله - علماً بأن حماتي حاولت وتحاول حتى الآن إلصاق التهم بي والتفرقة بيني وبين زوجي لتأخذ أولادي.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رغد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فاحمدي الله الذي أبعدك عنها وأقبلي على طفلتك بكل الحب، ولا تحاولي ضربها، وعليك بالإحسان إليها، فإن الإساءة تحمى بالإحسان، والجفاء علاجه الحب والوصال، وسوف تعود ابنتك إلى صوابها فلا تظهري لها ميلك إلى أخيها.
ولست أدري كم عمر طفلتك الآن، وما هو دور والدها في إعادة الأمور إلى صوابها، وإذا كانت علاقتك بزوجك طيبة فلن يضرك ما حصل من والدته، ولن يستطيع أحد أخذ أطفالك إلا إذا تنازلت عن حقك أو قصرت في القيام بمهمتك، فلا تعاقبي طفلتك بما فعلته جدتها، وحاولي نسيان ما حصل، وتوكلي على الله عز وجل.
وإذا كان الله قد أخرجك مما أنت فيه فلا تتكلمي عن أم زوجك إلا بالخير واحفظي لسانك واحرصي على تفادي أسباب المشاكل، وازرعي الخير وسوف تحصدين الخير، واعلمي أن المكر السيئ لا يحيق إلا بأهله، وأن من يسيء لا يضر إلا نفسه.
وأرجو أن تسمحي لي بأن أسألك سؤالا، ألا تعتقدين أن هناك أشياء جلبت لك عداوة أم الزوج؟ وهل هناك أطراف أخرى تدخلت؟ وهل تتذكرين بعض الأخطاء التي وقعت فيها تجاه أم الزوج؟ وهل... وهل؟
إذا كان هذا قد حصل فعليك بالاعتذار، وبادري بذلك رغبة في ثواب الله، واجتهدي في طي صفحة الماضي، واقتربي من زوجك، واحرصي على الإحسان إليه، وكوني له أرضاً يكن لك سماء، وكوني له أمة يكن لك عبداً، ولا تكثري من الشكاية من أهله وخاصة والدته، واعملي أن لأمه حقوقا فشجعيه على الوفاء بها فإنك أول من يستفيد من ذلك، وحاولي إشباع صغيرتك بالعواطف، وتذكري أنها تفهم وتتأذى من عدم العدل، واقتربي منها حتى لو ابتعدت وسوف يأتيك ما يسرك، وغداً ستعرف أنك الأم.
نسأل الله لك التوفيق والسداد.