طريقة عجيبة في إنجاب الذرية.. بإذن رب البرية
2008-11-02 12:50:37 | إسلام ويب
السؤال:
أنا صاحب الاستشارة رقم (286325 ) وعلى غير العادة أكتب هذه المرة لست طالبا لاستشارة حيث كنتم قد طلبتم مني إجراء تحليل للسائل المنوي وإرسال النتيجة إليكم لإفادتي حيث قد تأخر الحمل قليلا ولم يكن في وسعنا الانتظار لمدة عام كامل.
ولكن وددت أن أكتب لسيادتكم هذه المرة للفائدة العامة لمن لم يشأ الله لهم الإنجاب أو من تأخر الحمل لديهم حيث أنني وقبل البدء في إجراء التحليل المطلوب بدأت منذ شهر رمضان الفضيل أنا وزوجتي في مداومة الاستغفار وأذكار الصباح والمساء والصلاة في جماعة، وصلاة الحاجة تقريبا بعد كل فرض من الصلوات الخمس، وقراءة الأذكار والأدعية المرتبطة بها، وصلاة ركعتين لله في جوف الليل، والاهتمام بصلاة الفجر، وبعد الدعاء والتضرع لله تعالى شاء العلى القدير أن نبدأ بإجراء اختبار حمل لشكنا في حدوثه، وظهرت النتيجة - والحمد لله - بأن الحمل إيجابي!
سجدت بعدها شكرا لله وصلينا ركعتين حمدا وشكرا بعد أن وهبنا الأمل في الذرية الصالحة - إن شاء الله - وكانت ثقتي في الله تعالى كبيرة لا حدود لها في الاستجابة لدعائي.
وددت نشر قصتي لنقلها للإفادة والموعظة لعل الله يمتحن صبرنا، ويجب أن نؤمن ونسلم ونثق في قدرة الخالق بأنه قادر على كل شيء، وعندما يقول للشيء كن فيكون مهما كانت المشكلة، ومهما كان الرجاء، فسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم.
شكر خاص للدكتور إبراهيم زهران على مجهوداته معنا، وهي تثقل ميزان حسناته، وبإذن الله تعالى سيتم التواصل في مراحل الحمل المختلفة حتى الولادة إن شاء الله.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ hani حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،، وبعد:
فإنه ليسرنا مرة أخرى أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونحمد الله تعالى أن يسر لك هذا العطاء، ونسأله – تبارك وتعالى – أن يتم عليك نعمه ظاهرةً وباطنة، وأن يوفقكم في حياتكم وأن يجعل هذا الحمل حملاً مباركًا، وأن يوسع أرزاقكم وأن يكثر أولادكم، وأن يجعلكم من سعداء الدنيا والآخرة.
وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل – فأنت حقًّا تقول إني لم أتصل بكم طالبًا الاستشارة، ولكن أحببت أن تبشرنا بما أكرمك الله - تبارك وتعالى – به، حيث إنك قد سلكت طريقًا في العبادة والتوجه إلى الله - تبارك وتعالى – ترتب عليه إكرام الله جل جلاله لك، وكما لا يخفى عليك - أخي الكريم المبارك – أن الله - تبارك وتعالى جل جلاله – جعل لجلب الأرزاق أسبابًا، وهذه الأسباب ليست مقتصرة في سبب أو سببين أو عشرة أو مائة، وإنما أسباب لا تعد ولا تُحصى، وجعل لدفع البلاء كذلك أسبابًا، وتلك من رحمة الله - تبارك وتعالى – كما أنه جعل أيضًا لدخول الجنة أسبابًا متعددة متنوعة، حتى إذا ما توقف سبب كان بمقدور العبد أن يدخل الجنة بسبب آخر من أسباب الطاعة.
دفع البلاء له أسباب، وتغيير الواقع له أسباب، وأنت قد أكرمك الله - تبارك وتعالى – أنت وزوجك في شهر رمضان المبارك - هذا الشهر الذي كله خير وبركة – ببذل مزيد من القرب من الله - تبارك وتعالى – وإحياء عبادات لعلكم لم تكونوا تحافظون عليها بهذا المستوى مما ترتب عليه إكرام الله - تبارك وتعالى – لكم، فالاستغفار – كما تعلم – من أعظم العبادات التي تغير الواقع، ومن الآثار المترتبة عليها أن يُكرم العبد بالذرية الصالحة كما قال الله - تبارك وتعالى –: {فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفّارًا} ما هي النتيجة؟ {يرسل السماء عليكم مدرارًا * ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جناتٍ ويجعل لكم أنهارًا}.
كذلك أذكار الصباح والمساء، وكذلك الصلاة في الجماعة، وصلاة الحاجة، هذه كلها من الأعمال الطيبة التي جعلها الله - تبارك وتعالى – من أسباب تغيير الواقع، من أسباب جلب الخير ودفع الضر، هذا كما أن للدواء أثره فإن لهذه العبادات أثرها، بل إن أثرها أعظم بمراحل كثيرة من الدواء وغيره، لأن الدواء يبقى هو جهد العباد، أما هذه الأعمال فهي وعد رب العباد جل جلاله {وعد الله لا يخلف الله وعده}.
فهذه العبادات العظيمة التي أكرمك الله بسببها هي عبادات في مقدور كل مسلم أن يفعلها، ولذلك أنا أضم صوتي إلى صوتك لأقول لكل محروم من نعمة من نعم الله تعالى - أيًّا كانت – عليك بطاعة الله تعالى والاجتهاد في هذا الأمر، واعلم أن الله - تبارك وتعالى – لن يخيب ظنك فيه أبدًا، ولن يردك خائبًا، فأكثر من الاستغفار وحافظ على أذكار الصباح والمساء والمحافظة على صلاة الجماعة وصلاة قيام الليل، والصلاة على النبي محمد - صلى الله عليه وسلم – وأكثر من الصدقات ولا تنس الصيام، هذه كلها عوامل تغيير أقوى بعشرات المرات من الأدوية والعقاقير.
ولكننا عندما اعتمدنا على الأسباب خاصة الأسباب المادية وتركنا الأخذ بالأسباب الروحية الربانية وكلنا الله إلى المادة وأصحابها.
أما صاحبنا هاني فقد أكرمه الله - تبارك وتعالى – بأن توجه إلى من بيده كل شيء، إلى الذي يهب لمن يشاء إناثًا ويهب لمن يشاء الذكور ويجعل من يشاء عقيمًا، فلم يخيب الله ظنه ولم يرده خائبًا، ونسأل الله تعالى أن يتم عليه نعمته هذه، وأن يكرمه بإتمام هذا الحمل، وأن يخرجه ولدًا مباركًا، وأن يكون هو فاتحة الخير، وأن يعقبه أبناء وأبناء يوفقون في تربيتهم تربية صالحة ويكونون من صالح المؤمنين.
هذه نعمة الله - تبارك وتعالى – التي أكرم بها أخانا وأراد حقيقة أن ينقلها للناس جميعًا، لعلهم أن يستفيدوا منها.
أسأل الله - تبارك وتعالى – أن يتم عليه نعمه ظاهرةً وباطنة، وأن يوفقه وسائر المسلمين إلى كل خير.
هذا وبالله التوفيق.