الإصابة باضطراب ورعشة واختناق عند التعرض لموقف عصيب
2008-10-24 23:42:01 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسأل الله - عز وجل - أن يبارك لكم في أوقاتكم وأعماركم لما فيه خدمة الإسلام والمسلمين.
لي أخت عمرها 18سنة، تصيبها حالة إذا تعرضت لضغط نفسي أو حزن أو موقف صعب جداً يصيبها اختناق ويصبح جسدها أصفر، ويصيبها ارتعاش واضطراب في جسدها، ودقات قلب سريعة، ولا تستطيع الكلام حينها، وتمكث على هذا الحال من دقيقة إلى دقيقتين، وهذا الشيء أقلقنا، فما تفسيره؟ وكيف نعالجه؟ لأنها بعد ذلك تشعر بارتخاء في جسدها وعدم القدرة على عمل شيء.
أرجوكم أفيدونا.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عبير حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
فإن الذي تعاني منه هذه الابنة هو نوع من التفاعل النفسي السلبي، والبعض يسميه بـ (الهستريا التحولية) أو (الهستريا الانشقاقية)، بمعنى أن الاحتقان النفسي والتوتر النفسي قد تحول إلى ظاهرة عضوية أو ظاهرة نفسية، وهذا يدل أن هذه الابنة حساسة جدّاً ولديها درجة عالية جدّاً مما يعرف بـ (القلق المقنع) أي القلق الداخلي.
هذه الأشياء أو هذه الأعراض تختفي دائماً مع استمرار العمر ومع تطور النضوج النفسي لدى الإنسان.
الحالة ليست خطيرة - وإن شاء الله - سوف تختفي، والذي أرجوه هو أن تعلم هذه الابنة أن الحياة فيها القلق وفيها التوتر، وبنفس المستوى بالطبع يوجد هناك الانشراح والانبساط والاسترخاء.
فيجب أن تعرف أن هذه الأمور في الحياة موجودة، وعليها ألا تأخذ الأمور بتفاعل شديد أو تكون ردة الفعل لديها فوق ما هو متوقع.
ثانياً: عليها أن تعلم أن مثل هذه الأعراض ليس من مصلحة الفتاة، فهذه الأعراض في نظري تقلل من قيمة الفتاة، وأنا أعرف أن هذه الأعراض ليست تحت إرادتها بصفة كاملة، فهي ليست متصنعة ولكن يمكنها أن تقوي من نفسها وأن تقوي من عزيمتها وتستطيع أن تتخلص من هذه الأعراض.
ثالثاً: يجب أن تتعلم كيف تعبر عن ذاتها، فكل ما لا يرضيها أو تحس أنه قد يؤدي إلى احتقان داخلي في نفسها عليها أن تفرغه وعليها أن تخرجه وعليها أن تكون دائماً معبرة عن نفسها خاصة الأمور التي لا ترضيها، فكثير من الناس يسكت على الأمور البسيطة التي لا ترضيه، وذلك كنوع من الذوق وحسن الخلق والحياء - وهكذا – ولكنَّ الإنسان لابد أن يعبر عن نفسه أيضاً في حدود الذوق وفي حدود ما هو مقبول، وهذا ما نسميه بـ (التفريغ النفسي)، وهو أمر ضروري جدّاً من الناحية العلاجية.
يبقى بعد ذلك عليها أيضاً أن تمارس التمارين الرياضية، فهذه سوف تساعد. وهناك أيضاً تمارين تسمى بتمارين الاسترخاء، ففي هذه التمارين يمكنها أن تجلس في مكان هادئ أو تستلقي على سرير وتفكر في شيء جميل، ثم تغمض عينيها وتفتح فمها قليلاً، ثم تأخذ نفساً عميقاً وبطيئا وتجعل صدرها يمتلأ بالهواء، ثم بعد ذلك تمسك على الهواء وتقبض عليه في صدرها لفترة قصيرة، ثم تخرج الهواء بنفس القوة وبنفس البطء عن طريق الفم، ويجب أن تكرر هذا التمرين خمس مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء.
يوجد أيضاً بعض العلاجات الدوائية البسيطة التي تزيل مثل هذا النوع من القلق، فهنالك عقار يعرف تجارياً وعلمياً باسم (موتيفال Motival) وأعتقد أنه متوفر في فلسطين، فيمكن لهذه الأخت أن تتناوله بمعدل حبة واحدة ليلاً لمدة شهرين، ثم تتوقف عن تناوله، ويمكنها استعماله عند اللزوم بمعدل حبة واحدة يومياً لمدة ثلاثة أيام إذا كان هنالك حاجة لذلك.
سيكون من الجميل لهذه الابنة أن توزع وقتها بصورة جيدة وأن تشغل نفسها بما هو مفيد، وهذا كله - إن شاء الله تعالى – سوف يفيدها وسوف تختفي هذه الحالة تماماً.
أؤكد لك أن هذه ليست نوبات صرعية، فهي نوبات انشقاقية أو تحويلية، وكما ذكرت لك البعض يسميها بالهستريا الانشقاقية أو التحولية، وعموماً هو نوع من القلق والكتمان والحساسية في الذات وعدم القدرة على التعبير.
أسأل الله لها العافية والشفاء.
وبالله التوفيق.