الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الرائحة التي تنبعث من القدمين هي أمر طبيعي وموجود عند كل الناس، سواء كانوا أغنياء أو فقراء، ولكنها لا تبدأ إلا بعد البلوغ؛ لأن هناك غدد عرقية تنضج بعد البلوغ وتؤدي لإحداث هذه الرائحة، وتتفاوت شدة هذه الرائحة بين إنسان وآخر، وهي لا تتعلق بالجمال أو القبح، فقد يكون أجمل إنسان يعاني من الرائحة ويكون أقبح إنسان لا يعاني وبالعكس.
وهناك عوامل تؤثر على رائحة القدمين، منها الرياضة والتعرق والجري والمشي والجو والطقس، ومنها العادات الصحية من غسل وتغيير للجوارب وتبديل الحذاء بين اليوم والآخر.
وهناك أمر طارئ يزيد من حدة هذه الرائحة ويحولها من الطبيعي المتوقع إلى الشكل المرضي، وذلك إن تمت الإصابة بالفطريات، والإصابة الفطرية للقدمين لها ثلاثة أشكال: (الشكل الحويصلي، الشكل بين الأصابع، الشكل التقرني -وهو على الأغلب الذي تشتكي أنت منه-.
وننصح بمراجعة طبيب أمراض جلدية للفحص والمعاينة، وأخذ عينة للفحص المجهري المباشر، وبعده إجراء المزرعة الفطرية والتي قد تظهر نتيجتها خلال أسبوعين، وإن ثبت وجود الفطريات عندها يستطلب العلاج الداخلي عن طريق الفم، مثل: اللاميسل حبوب أو سبورانوكس، ولا تؤخذ إلا تحت إشراف طبيب.
وإن لم يثبت وجود الفطريات فعندها علينا باتباع التعليمات الصحية والتي أوردناها في الاستشارة رقم (
260380)، وقد ناقشنا التعرق والرائحة الكريهة مع بعض الإشارات لاستشارات أخرى بشيء من التداخل في الاستشارة رقم (
277968).
والخلاصة أن قدم البالغ رائحتها كريهة، وهذا أمر طبيعي متوقع، وفرط التعرق يزيد الرائحة ويهيئ للفطريات، والفطريات تزيد من الرائحة ونوعيتها، وتشخص الفطريات بالفحص المباشر والمزرعة، وإن كان السبب فرط التعرق فله علاج ورد أعلاه، وإن كان السبب الفطريات فلها أيضاً علاج، والفطريات غالباً تؤدي إلى تغير في شكل الجلد ونادرا ما لا تحدث تغيرا.
وقد يكون الجلد في الكاحل مصاباً بمرض جلدي آخر، وبسبب تغير بنية الجلد من جراء المرض قد يكون الفطر الانتهازي قد سبب عاملاً إضافياً في هذه الدائرة المعيبة.
والله الموفق.