حدود علاقة المرأة مع زوجها بعد العقد وقبل الدخلة
2008-10-19 21:26:56 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
أنا فتاة متزوجة شرعاً وقانوناً، لكني ما زلت عند أهلي حيث لم يتم زفافي، لأني ما زلت أكمل دراستي، وقد بقي لي سنتان أو ثلاث حتى أنتهي من دراستي.
ومشكلتي تكمن في أن زوجي يريد أن يقبلني عندما أكون معه وحدي في حديقة التسلية في مكان منعزل، أو في الجامعة في مكان منعزل، وكذلك عندما يريد المغادرة من منزلنا عندما يأتي للزيارة، وهذا يجعلني أحس أنه لا يحبني، ولكن يحبني لنزواته وشهواته، ولا أعرف هل أقبل أم أرفض؟
علماً بأن مدارسنا مختلطة في كل المستويات، أي أنني كنت أدرس منذ طفولتي مع الذكور، وعندما ألتقي مع أحد من الشباب الذين كانوا يدرسون معي فيسلمون علي أرد عليهم السلام، فهل يجوز لي كفتاة وامرأة متزوجة الرد عليهم؟
وأشعر بالحيرة بسبب أحوالي السابقة، فعندما كنت أدرس في الثانوية تعرفت على شاب معي في نفس المدرسة، وكانت شعبتنا مختلفة ولكني أحببته ولم يكن بيننا ما هو محرم، إلا أنه كان بيننا كلام فقط في حدود الأدب، وأتذكره أحياناً وأشتاق إليه، وأريد أن أتخلص من هذا الشعور الذي يبعدني كثيراً عن زوجي، فساعدوني لأنه لا يمكنني أن أظل هكذا.
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هبة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنك مطالبة بالابتعاد عن كل ما هو ليس بزوج أو محرم، والسلام على من عرفت سابقاً إذا كنت محتشمة وكان هو البادئ بالسلام ولم يحصل منك خضوع أو توسع في الكلام؛ فأرجو أن لا يكون في ذلك حرج، مع ضرورة أن تجتهدي في الابتعاد عن أماكن وجود الرجال، وأن يكون تعاملك معهم في حدود الضرورة شريطة أن يلتزم الجميع بآداب الإسلام.
واكتمي أخبار معارفك السابقة عن زوجك واقطعي حبال الصلة، وأقبلي على زوجك بصدق وحاولوا إكمال المشوار فخير البر عاجله.
وإذا كان زواجك قد أعلن لجميع الأهل والناس واكتمل قانوناً وشرعاً فلا مانع من مجرد القبلة، مع ضرورة أن لا تمكينه من نفسك إلا بالزفاف الرسمي حتى لا تحصل أمور تجلب لكم المشاكل، فإن بعض من عقد فارق الزوجة قبل الدخول، وهناك من مات قبل الدخول فتدخل الزوجة في حرج شديد إذا كان في بطنها جنين، أو فقدت بكارتها.
ولذلك فإن الشريعة تحتاط في مثل هذه المسائل، وقد مرت بنا استشارات حائرة جداً من هذا النوع؛ لأن الفتاة لا تدري هل تقول لأهلها أنها حامل وهم لا يعرفون أنه دخل عليها، وهل تقول لهم أنا لست عذراء وهم لا يعلمون أنه دخل عليها، وماذا ستفعل أي فتاة إذا اختلف معها وأنكر أن يكون الجنين الذي في بطنها منه.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن تشجعي زوجك على إكمال المراسيم وأخبريه أنك في شوق إليه أيضاً، ولكن الاحتياط واجب، وأحسني له الاعتذار واطردي عن نفسك خواطر السوء، واعلمي أن ذلك السابق لم يتقدم إليك، وذلك دليل على أنه ليس براغب فيك فلا تركضي وراء السراب.
نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يجمع بينك وبينه على الخير، وكوني واثقة أن زوجك يحبك، وإلا فلماذا اختارك والنساء كثر.
وبالله التوفيق والسداد.