التشخيص الطبي لظهور أعراض المرض القلبي والتحاليل سليمة
2008-08-27 10:48:04 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاك الله ألف خير على هذا الموقع الرائع.
لدي مشكلة وهي خفقان القلب، أحس بخفقان في قلبي أو عدم انتظام في بعض الأوقات، حتى أني أضع يدي في العنق وأحس بضربات قوية في العنق.
حتى -يا دكتور- أني بدأت أضع يدي على قلبي بين فترة وفترة وأنا أشاهد التلفاز أو على الكمبيوتر بغير قصد أو أضع يدي على صدري.
وأكثر الأوقات التي أحس فيها بضربات قلبي في العنق وقت الصباح بعد الاستيقاظ من النوم مباشرة، حتى الآن صارت عادة لدي وضع يدي كل وقت في عنقي وكأني أراقب قلبي كل دقيقة.
يا دكتور! أحس أحياناً بضيق في التنفس، وأحياناً فجأة أحس باكتئاب شديد وأني مريض في قلبي، بعدها عملت فحوصات شاملة للدم - والحمد لله - سليمة، وعند الإحساس بضربات قلبي قوية عندما أضع يدي في العنق وأحس فيها، أذهب بسرعة للمستشفى، فتظهر ضربات قلبي إما من 90 إلى 100 وضغط الدم سليم، ذهبت لطبيب القلب وعمل لي فحص الإيكو وقال لي: يوجد ارتخاء في الصمام أو الصمام لا يغلق تماماً، لم أفهم عليه بالضبط لأن الدكتور أجنبي، ولا يجيد اللغة العربية، وبعدها ذهبت لمستشفى آخر، وعملت الإيكو لدى أخصائي قلب مصري، فقال: صمامات القلب سليمة، ولا يوجد ارتخاء، فهل - يا دكتور - الارتخاء أو الضيق في صمام القلب يختفي فترة وفترة أخرى يرجع؟
وفي الفترة الحالية بدأت أذهب للإنترنت، وأبحث عن أمراض الصمامات، ودخلتني الوساوس أني مريض في القلب.
هذه بعض الأشياء أحس فيها بغثيان، خفقان، نظرتي للحياة صارت مشؤمة، ضيق في التنفس، خوف من الموت، فهل أنا مريض في القلب أم مريض نفسياً؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد صالح حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن هذه الأعراض التي ذكرتها هي أعراض قلق نفسي ومخاوف مرضية ولا تدل مطلقاً على إصابتك بمرض القلب، وما ذكره لك الطبيب الأجنبي من أنه لديك ارتخاء في الصمام، ربما يقصد ارتخاء بسيطاً في (الصمام المايترالي Mitral valve)، وهذه الحالة تعتبر حالة طبيعية وهي شائعة جدّاً، حيث إن عشرة بالمائة من الناس يعانون من هذه الحالة، وبعد أن ذهبت إلى الأخ الطبيب الآخر -الطبيب المصري- قام بفحصك وأكد لك أن قلبك سليم مائة بالمائة.
حقيقة لا أعتقد أن هنالك اختلافا كبيراً فيما قاله الطبيبان؛ لأنه إن وجد ارتخاء بسيط في الصمام المايترالي فهذا يعتبر أمراً طبيعياً، وبعض الأطباء لا يعريه اهتماماً؛ لأنه في الأصل لا يعتبر مرضاً.
إذن النتيجة التي وصلتُ إليها هي أنك لا تعاني أبداً من مرض في القلب، إنما هو قلق وتوتر، وبالنسبة لأمراض الصمامات إذا كانت موجودة بالطبع لا تختفي فجأة، فهذا أيضاً دليل على أنك لا تعاني في الأصل من أي علة في صمامات قلبك، وإن وجد شيء فهو نوع من الارتخاء الطبيعي البسيط، وهذا دائماً يكون في الصمام الميترالي – كما ذكرت لك – ولا يتطلب أي نوع من العلاج.
بالنسبة لشعورك بالخفقان وأنك تضع يدك على قلبك وأنك تتحسس شرايين العنق، فإن هذا أمر نشاهده كثيراً لدى مرضى القلق، وبما أن القلب هو مركز الحياة من ناحية بيولوجية، فكثير من الناس يأتيهم الشعور بالخوف والقلق بأنهم مصابون بمرض القلب، خاصة وأن هذه الأمراض قد انتشرت في هذا الزمان.
وحقيقة كل الذي تعاني منه لا يحمل أي سمة عضوية، والضربات التي تحس بها في العنق هو الشريان الرئيسي الذي يحمل الدم من القلب إلى المخ، والشعور بضرباته يعتبر أمراً فسيولوجياً طبيعياً بل يعتبر أمراً صحيّاً، وهذا يدل أن قلبك يعمل بصورة جيدة وممتازة.
نصيحتي لك هي أولاً أن تتجاهل هذه الأعراض تماماً، وألا تتردد على الأطباء، فقط حاول أن تذهب مرة واحدة إلى طبيب الأسرة كل ستة أشهر من أجل إجراء فحص عام وليس أكثر من ذلك.
هنالك علاج سلوكي بسيط لما وصفته من أن لديك الرغبة الشديدة دائماً في أن تضع يدك على عنقك وتتحسس الشريان، فحاول حين يأتيك هذا الشعور أو حين تضع يدك على عنقك أن تقم بسحب يدك فجأة واضرب يدك على جسم صلب كالطاولة مثلاً، والهدف هو أن تحوّل من حالة الإحساس على الشريان إلى إدخال الألم على نفسك، وحين يقع الألم على يدك وتحس به فسوف يربط هذا الألم بصورة لا شعورية بمحاولتك تحسس شرايين العنق، وهذا سوف يؤدي إلى ضعف في الرغبة لهذا السلوك أو هذه العادة وإن شاء الله سوف تتوقف هذه العادة، كرر هذه التمارين بمعدل عشر مرات صباحاً ومساءً.
يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، وأرى أنك في حاجة إلى علاج دوائي، فهنالك أدوية مضادة للمخاوف ومضادة للقلق، خاصة التوهم المرضي، فهنالك عقار يعرف تجارياً باسم (سبرالكس Cipralex) ويعرف علمياً باسم (استالوبرام Escitalopram) يعتبر من الأدوية الجيدة والفعالة جدّاً، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة عشرة مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى عشرين مليجراما ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفّض الجرعة إلى عشرة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناوله.
هذا الدواء سوف يفيدك كثيراً في علاج الخفقان ومشاعرك وضيق النفس، وكذلك يساعد في علاج الخوف بصفة عامة والخوف من الموت، والخوف من الموت هو جزء من حالة القلق وما يصاحبها من رهاب وهرع يأتي للإنسان في بعض الأحيان.
سيكون من المفيد لك أيضاً أن تمارس رياضة المشي بمعدل خمسة وأربعين دقيقة يومياً أو على الأقل ثلاث مرات في الأسبوع، وهنالك أيضاً تمارين تعرف بتمارين الاسترخاء، وهي تمارين جيدة جدّاً، خاصة تمارين التنفس المتدرجة، فأرجو أن تتحصل على أحد الكتيبات أو الأشرطة من إحدى المكتبات في المملكة العربية السعودية، هذه الكتيبات توضح كيفية القيام بهذه التمارين، فأرجو الحصول على أحد هذه الأشرطة، ويوجد شريط جيد جدّاً للدكتور صلاح الراشد يمكنك الحصول عليه أو الحصول على أي شريط أو كتيب لمختص آخر، وهذه التمارين إذا مارستها بصفة يومية فسوف تقلل من هذا الضيق وهذا القلق وهذا التوتر الذي تعاني منه.
إذن أرجو أن تتبع الإرشادات السلوكية السابقة، وأرجو أن تتناول الدواء الذي وصفته لك، وأنا أؤكد لك أنك لست بمريض في القلب، وأنت أيضاً لست بمريض نفسي، ولكن هذه مجرد ظاهرة نفسية سوف تختفي بإذن الله تعالى.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، وبالله التوفيق.