تفسير الرؤى للقادرين على ذلك
2008-08-07 10:09:47 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تخرجت من قسم أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وأعمل الآن معلماً في إحدى المدارس، إلى جانب إمامتي بمسجد البراك بالأحساء.
ولقد منّ الله علي بتعبير الرؤى، وبحمد الله وتوفيقه ما إن أعبر رؤيا إلا ويتصل بي صاحبها بعد أيام ويقول: لقد وقع ما قلت وصدق تعبيرك، ثم كثر المتصلون والراغبون في تعبير رؤياهم، فبدأت أخاف على نفسي الفتنة، فعزمت أن أترك تعبير الرؤى، ولكني أخاف أن أكون من الذين يكتمون العلم.
علماً بأني ليس لي هدف مادي أو طلب منصب أو ريادة من وراء هذا العمل، وإنما أحتسب الأجر عند الله ورغبة في دعاء الناس لي، فهل أستمر في هذا العمل أم أتوقف عنه؟!
أفتونا وانصحونا وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عثمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الاستمرار في عملك له فوائد عظيمة، وسوف تنال بإخلاصك وصدقك الأجر العظيم، وفي تفسير الرؤى وتعبيرها من أهل الخير الذين وهبهم الله القدرة على ذلك خير كثير، فقد يتنبه بها غافل، ويسترشد بها مطيع لله فيزداد خيراً وقرباً لله، وهي جزء من النبوءة كما لا يخفى على أمثالك، والصدق فيها مطلوب، والكذب فيها أكبر من الكذب في اليقظة؛ لأنه يشبه التكذيب بالنبوة.
وأنت ولله الحمد ممن ينتظر من أمثاله الصدق والنصح، وأرجو أن تتخذ هذه الهبة الربانية وسيلة في الدعوة إلى الله، كما فعل نبي الله يوسف عليه وعلى نبينا صلاة الله وسلامه حين قصده السجناء فدعاهم إلى الله وذكرهم بالتوحيد قبل أن يعبر لهم.
وقد كان رسولنا صلى الله عليه وسلم يعبر لأصحابه، وربما سألهم بعد صلاة الفجر وقال: (هل رأى أحد منكم من رؤيا؟)، وذلك معروف ومشهور عند أمثالكم.
ونحن دائماً نشجع الموهوبين في مسألة التعبير إلى نفع الناس وإرشادهم قبل التعبير وبعده، فإنهم يقابلون أصنافاً من الناس لا يمكن أن تصلهم النصيحة إلا من هذا الطريق، وتصادف في الغالب قلوبا مستعدة للاستماع، بالإضافة إلى ما قد يظهر للمعبر من أحوال تخفى على غيره من المفتين والعلماء.
وإذا كان المعبر من أهل العلم الشرعي فقد استكمل الشرائط المطلوبة، وإذا تخلف أمثالك عن القيام بهذا العلم فإن الساحة تصبح مفتوحة للأفاكين والمتجهمين على هذا العلم العظيم، وخطورة ذلك لا تخفى، خاصة أن الإمام مالك قال في أمثال أولئك: (أيُلعب بالنبوة).
وإذا عبرت ما وضح لك ونسبت العلم إلى الله واعتذرت عن الذي يُشكل عليك، وحرصت على النصح والتوجيه في كل الأحوال فسوف يعم الخير بسبب ما تقوم به.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله لك السداد والثبات، ومرحباً بك في موقعك بين إخوانك ومحبيك.
وبالله التوفيق.