ما هو الطريق الشرعي للوصول إلى الفتاة للزواج؟
2008-07-11 16:30:38 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت قد أعجبت بفتاة معي في الكلية، وكنت أساعدها وصديقتها فيما يتعلق بالدراسة حتى أرسلت لي ذات يوم رسالة بموعد أحد الدروس الدينية مما زاد إعجابي بدينها، وقد أرسلت إليكم بعدها أسأل عن السبيل، ولكنني قبل ردكم أرسلت إليها أعبر لها عن ذلك الإعجاب، ولأنها على خلق ودين فقد تذمرت، وطلبت مني أن لا يحدث بيننا أي نوع من الاتصال مرة أخرى، فأصبح الأمر صعبا علي، وتسببت في غضب ربي ثم غضبها، وقد علمت أن أحد الزملاء -وهو يكبرنا بسنة- قد تقدم لخطبتها، ولم يتبق في دراستي إلا سنة واحدة، فما نصيحتكم؟
وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
فإننا ننصحك بالتوبة والرجوع إلى الله، وندعوك إلى عدم تكرار ما حصل مع تلك الفتاة ولا مع غيرها، وأنت ولله الحمد على خير، والله -سبحانه- ما سمى نفسه توابا إلا ليتوب علينا، وسمى نفسه غفورا ليغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا، ولعل الله أراد بك وبها خيراً بذلك الموقف الذي حصل، ولا شك أن الخطأ كان مشتركاً بينكما؛ إذ ليس من حق الفتاة أن تراسل الشباب وتدعوهم إلى الله، ولكن يمكنها أن تقوم بذلك عن طريق محارم الشاب كأخواته، وليس للشاب أن يتخصص في نصح ووعظ الفتيات، ولكن يمكنه أن يفعل ذلك عن طريق محارم الفتاة كعم الفتاة أو أخيها، وإذا تاب الإنسان تاب الله عليه.
وأرجو أن يُعلم أن الطريق الشرعي للوصول للفتاة يكون عن طريق محارمها، فإذا وجد الشاب في نفسه ميلاً إلى فتاة فإن عليه أن يطرق باب أهلها بعد أن يستخير ويستشير، وحبذا لو شاور أهله فإن في ذلك رفعة له وصيانة للفتاة، ومجيء للبيوت من أبوابها، كما أرجو أن لا يتوسع الشباب في علاقاتهم مع الفتيات، وها نحن ندفع ضريبة باهظة ونعرض أنفسنا وشبابنا للمخاطر لوجود الفتيات مع الشباب، ولا شك أن هذه مخالفة شرعية عظيمة، والإسلام دين يباعد بين الرجال والنساء حتى في ساحة العبادة، فيجعل خير صفوف الرجال أولها ليبعدها عن النساء.
ولذلك فنحن نوصي كل شاب بحد نفسه عن مثل تلك السيئات أن يجعل صداقته وتعامله مع الذكور، وأن يتجنب أماكن النساء، وفي ذلك حفظ لدينه وأقرب لنجاحه في دراسته، وأعون له على استقرار نفسه ولم شعثه وفكره، ولست أدري متى سينتبه القائمون على أمر أمتنا لخطورة ما يحصل من وراء هذه المخالفة التي انتبه لأضرارها وآثارها أهل الغرب، وها هم يقيموا جامعات منفصلة للبنات لأنهم أدركوا خطورة الاختلاط على الأخلاق والعلم والحياة، فكيف بأهل العقيدة والقيم؟
وإذا كان قد تم خطبتها كما ذكرت، فركز على دراستك وبعد أن تكمل سنتك الأخيرة يمكنك البحث عن صاحبة الخلق والدين؛ لأنه كما تعلم لا يجوز لك أن تخطب على خطبة أخيك، إلا أن يدع هو أو ترفض هي.. وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأنت على خير فحافظ على هذه النفس التي تلومك على الأخطاء، واجتهد في رضا رب الأرض والسماء.
وبالله التوفيق.