أسباب البعد عن لغة القرآن (اللغة العربية) والتخلي عنها
2008-07-13 10:11:17 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
ما هو سبب ترك اللغة العربية التي كانت في وقت النبي صلى الله عليه وسلم تختفي عن الوجود فظهرت لهجات متعددة؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالنور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن العدوان على لغة القرآن من مخططات أعوان الشيطان الذين أدركوا أن الاهتمام بهذه اللغة لا ينفك ولا ينفصل عن الاهتمام بالإسلام، وعندما اهتم الصحابة والسلف الأبرار باللغة العربية واعتزوا بها واهتمت بها سائر الشعوب المسلمة، وتفوقوا فيها وما (سيبويه) وغيره إلا نماذج لخدام اللغة.
ولأن اللغة العربية كانت هي لغة العلوم وعنوان النهضة فقد أقبل على دراستها أهل المشارق والمغارب، ودفع الأوروبيون بفلذات أكبادهم إلى مراكز العلم في الأندلس وغيرها حتى تشربوا العلوم الطبيعية وكانت وسيلتهم لتحقيق ذلك تعلم العربية حتى ضاقت الكنيسة ذرعاً بما سماه الأستاذ (محمد قطب) الغزو الثقافي الإسلامي، ثم قاموا بمحاكمة بعض علمائهم لتأثرهم بالآراء التي قال بها العلماء المسلمون، وعندما أدرك المستعمر عظمة اللغة العربية وأتقن أنها وسيلة هامة جدّاً في توحيد الشعوب الإسلامية أشعل ضدها الحروب وشجع ما يسمى بـ: (اللغة العامية) واللهجات المحلية، وكان للنصارى العرب دور كبير في ذلك.
ثم هبط مستوى اللغة في وسائل الإعلام وأزاحها بعض الأشرار عن ذمة القيادة حين قرر إبعادها عن ديوان الخلافة، فأصبحت الكتب الرسمية تصدر بغير العربية، ومضى الحال في تدهور مستمر إلى يومنا هذا.
ولقد خسرنا كثيراً بسبب انزواء لغة القرآن، ووجد في زماننا من يظن أن العلوم الدنيوية لا يمكن أن تترجم إلى العربية، وتناسى هؤلاء أن العلوم كانت ولمدة عشرة قرون بهذه اللغة، بل إن هناك تجارب ناجحة ومشهودة ومحاولات مشكورة في هذا الميدان.
وأرجو أن يدرك الجميع أن الذي يرفض ترجمة العلوم وتعريب المصطلحات يخدم الأعداء لأنه يحيد بأبنائنا على تعلم لغتهم، ويجعل تطورنا العلمي مربوطاً ومقيداً بالسقف الذي وصلوا إليه، وقد تزداد المرارة إذا علمت أنهم جعلوا لنا سقفاً لا نتعداه، وتعرضت حضارتنا العلمية للسرقة والنهب، ولا زالت المؤامرات مستمرة في دار الإسلام (بغداد) ومحاولات التتر الجدد في العدوان على لغتنا وثقافتنا مستمرة، فمتى يتنبه من يقومون على أمر هذه الأمة لخطورة الأوضاع، ويعملوا على إعادة الهيبة والمكانة لهذه اللغة العظيمة التي جعلها الله وعاءً لكتابه ولسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأشكرك على هذا السؤال، ولا شك أن بداية التصحيح تكون بمثل هذه التساؤلات.
ونسأل الله أن يرفعك عنده درجات.