كيفية التعامل مع والد الزوج إذا كان يشرب الخمر
2008-07-30 07:49:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكركم على نصائحكم المفيدة التي أفادتني في كيفية التصرف مع أستاذي في الجامعة الذي تقدم للزواج مني، وقد تقدم لخطبتي مرة أخرى ووافق والدي ولله الحمد، وأريد أن أستشيركم اليوم في كيفية التعامل مع والده؛ إذ أنني كنت أعلم أن والده كان يشرب الخمر فيما مضى، ولكنه اتضح لي أنه ما زال يشرب الخمر إلى الآن، فكيف أتعامل مع والده؟ وماذا يجب علي من اللباس الشرعي أمام والده؟!
علماً بأنه غير ملتزم دينياً عكس ولده تماماً، مع أنه طيب ولكنه يشرب الخمر، ومن الممكن أن يتعرض لي إذا كان سكراناً، كما أني علمت أن الشاب نفسه كان يغني فيما مضى، ولكنه تاب إلى الله تعالى توبة نصوحاً منذ أن عرفني ورأى مدى التزامي، وهو الآن نادم جداً على ما مضى، فهل أكمل معه أمر الزواج أم أتركه لله تعالى؟ ورغم أنني أحبه إلا أنني أحب الله عز وجل أكثر منه.
وأشكركم جزيل الشكر.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ملاك حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يبارك لك وأن يوفقك إلى كل خير، كما نسأله تبارك وتعالى أن يجمع بينك وبين هذا الرجل على خير وأن يجعلك عوناً له على طاعته، وأن يجعله عوناً لك على طاعته، وأن يرزقكما المحبة والوئام والتفاهم والانسجام، وأن يمنَّ عليكما بذرية صالحة طيبة مباركة.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإننا نحمد الله تبارك وتعالى أن الأمور سارت بهذا الطريق الطبيعي الطيب.
وأما عن كيفية التعامل مع والده فلا تقفي أمام هذا الأمر طويلاً، ولكن ينبغي أن تعلمي أن شارب الخمر فاسق، وعندما يشرب الخمر فإن عقله يتأثر بشربها وقد يفقد وعيه وصوابه، بل إنه قد يرتكب ما حرم الله تبارك وتعالى وهو في تلك الحال، فلابد أن تكوني في قمة اليقظة وأن تكون ملابسك في داخل المنزل ليس فيها أي نوع من الإثارة وأن تكوني على يقظة وانتباه وأن لا تكوني معه في خلوة أبداً؛ لأنه قد يفعل بعض التصرفات التي لا تليق والتي لا تتفق مع شرع الله تعالى وهو في حالة سكره، ثم بعد ذلك يدعي أنه كان سكراناً وقد حدث ما حدث، فإذا كان وحده في البيت معك فاحرصي على أن تغلقي على نفسك باب غرفتك مثلاً ولا تفتحي له في أي ظرف من الظروف.
وأما عن هذا الشاب فما دام قد تاب توبة نصوحاً وأنت لاحظت ذلك وأنه ترك هذا الأمر فعلاً لله تبارك وتعالى فاستعيني بالله عز وجل وواصلي المسيرة معه، واجتهدي في تقوية الإيمان في قلبه وفي إعانته على طاعة الله تعالى، وانصحيه أن يجالس الصحبة الصالحة وأن يحضر مجالس العلم وحلق الذكر التي توجد في بلادكم، وأن يحضر الندوات والمحاضرات حتى يقوى الإيمان في قلبه؛ لأن هذا الإيمان العاطفي قد يتغير وقد يتأثر، وأما العلم الشرعي فإنه الذي يثبت الإيمان في قلبه، ولذلك قال الله تبارك وتعالى: (إنما يخشى الله من عباده العلماء).
فعليك أن تعيني هذا الشاب على طاعة الله تعالى وأن تقفي معه، وأن تكوني سنداً وعوناً وعضداً له على أن يثبت على هذه التوبة وأن لا يعود مرة أخرى إلى هذا الغناء، ولا تقفي طويلاً أمام هذا الماضي الذي كان يعيشه؛ لأن من تاب فإن الله يتوب عليه.
نسأل الله لك التوفيق والسداد، وأن يوفقك في مهمتك وأن يعينك على أداء رسالتك، كما أسأله تبارك وتعالى أن يجعلك زوجة صالحة طيبة مباركة وأن يجعل هذا الشاب عوناً لك على طاعته وأن يكون هو وأبوه في ميزان حسناتك يوم القيامة، كما أسأله تبارك وتعالى لك الستر في الدنيا والآخرة والثبات على الدين، إنه جواد كريم.
وبالله التوفيق.