خطورة الجرب وأهمية علاجه وكيفيته
2008-07-01 13:04:29 | إسلام ويب
السؤال:
أنا شاب سبق لي قبل 8 سنوات أن أصبت في المنطقة التناسلية بحكة شديدة، وذهبت إلى طبيب الجلد وأخبرني أن هذا جرب، وأعطاني كريماً لا أذكر اسمه وبعض الدواء، وشفيت بعدها تماماً، وبعد 3 سنوات عادت لي الحكة من جديد، ولكنها اختفت فجأة قبل معاينة الطبيب، وبعد 3 سنوات ظهر على القضيب كيس صغير بحجم عين الإبرة، وعندما لمسته خرج منه ما يشبه القيح، ذهبت إلى طبيب الجلد وأعطاني (اسكابيول) أستعمله 3 ليال بعد الاستحمام على كامل جسدي، كما أعطاني كريم اوراكس، شفيت أيضاً لكن منذ أسابيع أعاني من حكة عامة في الجلد وعلى مستوى الخصيتين مع احمرار فيهما، وأنا الآن أريد جواب سؤالين أساسيين:
1 ـ أنا مقبل على الزواج، فما مدى خطورة هذه الأعراض على زوجتي؟ خصوصاً وحسب تجربتي أن الحكة قد تختفي لسنوات وتظهر، خصوصاً وأنني أخرت الزواج بسببه كثيراً، خوفاً من أن أسبب ضرراً لأحد؟ وأنا شاب متدين بل وأحفظ القرآن، وجميع بنات الحي ينتظرنني، بل وتلقيت طلبات من بعضهن يعرضن علي الزواج.
2 ـ ما مدى خطورة هذا المرض على صحتي العامة، وبماذا تنصحونني الآن؟
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Med حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
إن الوصف السابق يتماشى مع ما يسمى بعدوى الجرب، وهو مرض معدٍ سببه طفيلي صغير يسمى هامة الجرب، ينتقل باللمس المباشر، أو عن طريق ملامسة أدوات المريض كالملابس والمناشف والشراشف.
يتميز بوجود الحكة الشديدة والتي قد تؤدي إلى الخدوش والسحجات السطحية للجلد، والجرب يصيب أماكن انتقائية في الجسم، وهو إن عولج بشكل صحيح لا يعود إلا بالتعرض لعدوى جديدة، حيث أن العدوى لا تترك مناعة دائمة من المرض.
والجرب ينتشر في نفس الشخص من موضعٍ إلى آخر، ويجب أن يكون هناك مصدرٌ للعدوى، وما يميز الحكة في الجرب أنها:
1- عائلية، أي لأكثر أفراد الأسرة، وذلك لأن المرض معدٍ.
2- ليلية، أي تزداد عندما ترتفع حرارة الجلد في الفراش، أو تزداد لأي سبب يرفع حرارة الجسم.
3- تكون انتقائية، أي للمواضيع التي يصيبها الجرب أكثر من غيرها، مثل الرسغين والإبطين، والبطن والإليتين، وعند الذكور العضو المذكر.
هناك العديد من العلاجات للجرب، والتي من أشهرها مادة الأسكابيول ومادة الأوراكس.
من المهم استعمال الدواء بشكل صحيح حسب ما هو مسجل عليه، ومن المهم أن يستعمله جميع أفراد الأسرة بوقت واحد سواء أظهرت عليهم الأعراض أم لم تظهر؛ لأن فترة الحضانة قد تصل إلى شهر في العدوى الأولى، ومن المهم غسل الملابس والشراشف والمناشف بشكل جيد، ويفضل غليها أو كويها، ومن المهم أن نبحث عن مصدر العدوى وعلاجه، وقد يكون إنساناً أو حيواناً أو حبوباً.
إن تم استعمال الدواء بشكل صحيح يشفى المرض بإذن الله، وإن تمت عدوى أهل البيت فالعلاج كما وصفنا، وهو شافٍ بإذن الله.
لا خطر من العدوى إلا إزعاجها والحكة المرافقة لها والخدوش واحتمال التقيح، ومهما اختفت الأعراض فإنها لن تعود من تلقاء ذاتها إلا أن يتم التعرض لمصدر جديد للعدوى.
لا خطر على الصحة العامة، ولكنه يعتبر من الأوبئة لو انتشر بكثرة في المجتمع، وننصح باتباع قواعد الصحة العامة من النظافة العامة، وتغيير الملابس الدوري، واجتناب استعمال الأدوات المشتركة كالملابس والشراشف.
يجب توثيق التشخيص عن طريق الطبيب المتخصص، وذلك بأخذ العينة التي تظهر الطفيلي حتى لا نعيش في الوهم، وهناك المصدر الحيواني للجرب، مثل الأرانب والطيور أو جرب الحبوب، وتختلف في أعراضها، ولكن التشخيص واحد -وهو رؤية الطفيلي مجهرياً سواء بالخزعة أو العينة المباشرة- والعلاج واحد.
ختاماً وباختصار ننصح بمراجعة طبيب جلدية لتوثيق التشخيص، وبعدها استعمال العلاج الموصوف بشكله الصحيح، وبعدها بالبحث عن مصدر العلاج وعلاجه، وبعلاج جميع المرافقين من أهل البيت الذين يعيشون في تماس مباشر أو غير مباشر.
ننصح باتباع قواعد الصحة العامة، من الغسل الدوري بالماء والصابون وتغيير الملابس، وننصح بتجنب الأماكن المشبوهة والتي قد يوجد فيها الجرب مثل البيئات الفقيرة، أو التي تجهل قواعد الصحة والتي لا تصلها خدمات صحية، أو الأشخاص الذين يعانون من الحكة أزمنت أم لم تزمن، وننصح بالاطمئنان، فالمرض قابل للعلاج والشفاء ولا داعي للقلق من المستقبل ولا على الأهل، ولكن يجب اتخاذ سبل الوقاية.
وبالله التوفيق.