إمكانية الحفاظ على الأطفال الصغار وتربيتهم على الفضيلة والصلاح
2008-07-27 09:26:48 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أعيش في إسبانيا منذ ثلاث سنوات، ولدي ولدان - أكبرهم عمره ثلاث سنوات - أخاف عليهم من هذه البلاد؛ لأن الفتَن فيها من كل جانب، وقد قررت الرجوع إلى بلادي - المغرب - لأعلمهم القرآن واللغة العربية حتى يتفقهوا في دينهم جيداً، وأما زوجي فإنه سيبقى للعمل ويزورنا ثلاث مرات في الأسبوع، فما رأيكم في الموضوع من كل الجوانب؟ ويهمني أكثر الجانب الشرعي.
وتحياتي لكم جميعاً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمُّ آدم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلا وسهلا ومرحبا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يبارك فيك وفي أولادك، وأن يجعلكم جميعاً من عباده الصالحين وأوليائه المقربين.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه ومما لا شك فيه أن البيئة لها دورها المهم والخطير في التربية، خاصة في مرحلة الطفولة المبكرة، إلا أن الأسرة إذا كانت مدركة لأهمية دورها فإن بمقدورها أن تقلل من خطر البيئة على أفرادها، بل إن بمقدور الأسرة أن تقضي نهائياً على تأثير البيئة على أولادها.
ولذلك أرى أن قيامك بدورك في تربية أبنائك وتوجيههم وتزويدهم بأخلاق الإسلام وقيمه وجعلهم يعيشون الإسلام واقعاً عملياً في حياتهم وتدريبهم على أعمال الإسلام ومتابعتم في ذلك كفيل بتنشئتهم تنشئة إسلامية متكاملة، بل قد يقومون بدور هام ومؤثر في عرض الإسلام ودعوة غيرهم إليه.
فإذا كنت واثقة من قدرتك على تربية أولادك تربية إسلامية منضبطة فمن الأفضل أن تظلوا مع زوجك لأن له دوراً لا يقل أهمية عن دورك، حتى وإن لم يكن ذلك واضحاً، فاجتهدي في التحدث معهم باللغة العربية، واجعليها اللغة الوحيدة داخل المنزل، مع ضرورة تعويدهم وتدريبهم على الإسلام السلوكي المعتدل، لأنهم ما زالوا صغاراً ونسبة تأثرهم بالبيئة ما زالت قليلة، فإذا ما وصلوا إلى سن الشباب فيمكن في هذه الحالة إرسالهم إلى بلاد الإسلام الأصلية حفاظاً عليهم من التأثر بهذه البيئة المغايرة لدينهم وفطرتهم، وأما الآن فيكمنك تربيتهم وفق ما تريدين مع الاستعانة ببعض المحفظين والمشايخ، وهم متوفرون لديكم ولله الحمد.
وبالله التوفيق.