علاج ضعف التركيز وخمول التفكير
2008-06-25 12:33:18 | إسلام ويب
السؤال:
أعاني من قلة النشاط، وازدياد الوزن وخمول التفكير، وضعف في التركيز، وكثرة الأخطاء الأدائية في العمل، وراجعت بسبب ذلك طبيباً نفسياً ووصف لي فلوزاك 20 مل حبة يومياً، وإيبيكسا 10مل حبتين يومياً (صباحاً ومساءً).
حقيقة أريد معرفة أكثر عن عقار إببكسا Ebixa لأني سمعت أنه علاج لمرضى الزهايمر، علما أن عمري 25 عاماً، ودائماً ما أفكر: هل سوف أصاب بهذا المرض في الكبر؟
مشكلة أخرى وهي أني أتكاسل كثيراً عن النشاطات الرياضية، مع أني اشتركت في نادي رياضي، ودفعت تكاليفه، لكن لم أذهب إلى الآن.
أرجو منكم المساعدة في حل مشكلتي.
وشكراً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سيد عباس حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
جزاك الله خيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، وثقتك في استشاراتها.
فهذه الأعراض التي ذكرتها من قلة في النشاط وخمول وضعف في التركيز، وكثرة الأخطاء في العمل من أكبر أسبابها هو الاكتئاب النفسي، فنعرف تماماً أن الاكتئاب النفسي كثيراً ما يؤدي إلى تدهور وفقدان في مقدرات الإنسان على التركيز وعلى الأداء الجيد في عمله، وكذلك الخمول وفقدان النشاط.
وحقيقة في حالتك أنصحك بأن تقوم بإجراء بعض الفحوصات الطبية؛ لأن اضطراب وعجز الغدة الدرقية قد يؤدي إلى نفس هذه الصورة الإكلينيكية، وربما يكون الطبيب قد قام بهذا الفحص، ولكن أرجو التأكد من ذلك، حيث إن هذا الفحص مطلوب، وإذا لم يقم الطبيب بالسؤال عنه فأرجو أن تقوم بإجرائه وهو فحص بسيط جدّاً.
أما فيما يخص العلاج فلا شك أنك محتاج إلى ما يعرف بالتغيير المعرفي، فالإنسان حين يسيطر عليه الاكتئاب يجعله يدخل في دوامة سلبية في أشياء كثيرة ويبدأ يفقد الأمل، ولكن إذا نظرت إلى حياتك بعمق وبتأمل وبأمل سوف تجد أن هنالك إشراقات فيها كثيرة بإذن الله تعالى، فأنت في مقتبل العمر، ولديك وظيفة وربما تكون لديك أشياء أخرى إيجابية كبيرة أنت على دراية أكثر بها، فأرجو أن توازن بين ما هو سلبي وبين ما هو إيجابي، وأرجو أن تحاول أن تستشعر بصورة إيجابية ما هو إيجابي في حياتك، وأن تقلل من السلبيات وتحاصرها حتى تنتهي.
ممارسة الرياضة تعتبر الآن أحد الضرورات العلاجية، فالرياضة تقوي النفوس كما تقوي الأجسام، والأبحاث الحديثة تدل أن الرياضة تساعد في تنشيط الكثير من المواد الكيميائية والموصلات العصبية التي ربما تلعب دوراً في الحالة النفسية، فأرجو أن تتخذ جميع الوسائل الكفيلة التي تجعلك تبدأ في البرنامج الرياضي، والإنسان قد يجد صعوبة في بداية الأمر، ولكن بالمثابرة والإصرار والاستعانة ببعض الزملاء الذين لديهم نشاطات رياضية فهذا سوف يشكل دافعاً بالنسبة لك.
الاشتراك في نادي رياضي خطوة إيجابية، ولكن ليس كل شيء، فلا بد أن تكون لك الإرادة، ولا بد أن تكون لك الدافعية، ولا بد أن تحدد وقتاً معلوماً ومعروفاً لممارسة الرياضة.
يأتي بعد ذلك العلاج الدوائي، نعرف أن هذا النوع من الاكتئاب يتطلب العلاج الدوائي، وأعتقد أن الطبيب محق حين وصف لك الفلوزاك – والذي يعرف أيضاً باسم بروزاك – أعتقد أن هذا الدواء سوف يكون دواءً مناسباً؛ لأن نوع الاكتئاب الذي تعاني منه فيه الميول نحو الخمول وقلة النشاط الجسدي والنفسي، ويعرف أن الفلوزاك يساعد كثيراً في إزالة الاكتئاب، وكذلك يرفع من درجة اليقظة والاستشعار والإحساس الإيجابي والنشاط الجسدي والنفسي لدى الإنسان، ولكن أعتقد أن الجرعة التي تحتاجها هي كبسولتين – أربعين مليجرام - في اليوم.
هذا الدواء سوف يفيدك - إن شاء الله تعالى – وعليك الصبر على استعماله؛ لأن هذا النوع من الاكتئاب لا يستجيب إلا بعد مضي حوالي ثمانية إلى عشرة أسابيع من بداية العلاج، ولا بد أن تستمر على هذه الجرعة لمدة سبعة أو ثمانية أشهر، ثم بعد ذلك تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر أخرى، وهذه جرعة وقائية تعتبر مهمة مثل أهمية الجرعة العلاجية.
أما بالنسبة للـ(إيبيكسا) فمع احترامي للأخ الطبيب الذي قام بوصف هذا الدواء لك لا أرى أن هذا الدواء سوف يناسبك، ولا أرى أنه سوف يفيدك، ولا أرى أنك محتاج إليه، هذا الدواء تنتجه شركة (لون بك) الدنمركية، وهو دواء يستعمل لعلاج حالات الخرف أو العته ومنها علة الزهايمر، وأنت بالطبع لا تعاني من هذا المرض مطلقاً، فضعف التركيز الذي تعاني منه هو عرض معروف أنه يصاحب الاكتئاب النفسي، ومن أفضل طرق علاجه هي تناول أدوية المضادة للاكتئاب وممارسة الرياضة.
فأنت لست في حاجة لهذا الدواء (إيبيكسا)؛ ولذلك لا أرى أنه من الضروري أن تواصل عليه، ولكن بالطبع في حدود الالتزام الأخلاقي المهني ربما تحتاج للتشاور مع طبيبك في هذا الأمر.
لا أرى ما يدعوك للخوف من الزهايمر، فالزهايمر علة معروفة، ويأتي غالباً بعد بلوغ الإنسان الستين عاماً، ونسبته في هذا العمر هي خمسة بالمائة في الناس، وليس هنالك ما يدعوك مطلقاً للخوف من هذا المرض، هو مثل كل الأمراض: مثل الضغط ومثل السكر ومثل الأمور التي قد يصاب بها الإنسان، فقط عليك أن تدعو الله بأن يحفظك وأن يعافيك من كل الأسقام، وعمرك ليس هو عمر الزهايمر مطلقاً، أرجو أن أؤكد لك هذه الحقيقة، كما أرجو أن أبشرك أن الأبحاث الآن فيما يخص الزهايمر وصلت إلى مراحل متقدمة جدّاً، والذين يبدءون العلاج في بداية المرض الآن فرص علاجهم جيدة جدّاً في ألا تتدهور أو تتقدم الحالة على الأقل.
إذن أنت لست في حاجة لهذا الدواء (إيبيكسا)، أنت بحاجة لمضادات الاكتئاب، وممارسة النشاط الرياضي.
هنالك دواء يعرف باسم (نترابيل) يعطى في بعض الحالات لتحسين التركيز، وتجاربي معه ليست إيجابية بصورة مطلقة، ولكن هنالك بعض من ساعده هذا الدواء في تحسين التركيز، فإذا أردت أن تحاول وتجرب هذا الدواء بعد مشاورتك طبيبك في إيقاف (إيبيكسا) فلا مانع من ذلك، وجرعته هي أربعمائة مليجرام صباحاً ومساءً يمكن أن تتناوله لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، فهو دواء سليم وبسيط ويعمل من خلال تنشيط الدورة الدموية في الدماغ وليست بالطريقة التي يعمل بها الإيبيكسا، حيث إن هذا الأخير يعمل على مستوى الموصلات العصبية، وبالرغم أنه دواء سليم ولكن لا أنصحك باستعماله.
أيضاً: تنظيم الوقت وأخذ قسط من الراحة يساعد في علاج الاكتئاب، وحتى في تحسين التركيز، فأرجو أن تكون حريصاً على ذلك، ولا مانع أيضاً أن تتناول كوب من القهوة المركزة في الصباح وفي وقت العصر، فهذا أيضاً يساعد في رفع النشاط الجسدي؛ لأن الكافيين يعرف أنه أيضاً ينشط بعض الموصلات العصبية التي تزيد من الطاقة الجسدية، ويذكر أيضاً أنه يساعد في تحسين التركيز.
أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.