نصيحة للمرأة اليائسة من الإنجاب
2008-07-09 09:37:53 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
تزوجت في سن كبير، وعمري الآن (47) سنة، وزوجي لم يكن متزوجاً سابقاً، وأريد أن أنجب لكن الأطباء قالوا: إنه لا توجد لدي مبايض، وقد توقفت الدورة منذ سنة، وكنت أتعالج لنزول الدورة، وتكوين المبايض دون جدوى، فماذا أفعل؟
وأملي بالله كبير، وإيماني قوي، لكن أهل زوجي يريدون أطفالاً لولدهم، وأتمنى أن أنجب ولو طفلاً واحداً، وأخاف أن يتزوج من امرأة ثانية وينساني، فهل من حقه أن يتزوج وينجب؟
وشكراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فتحية الهوتي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فلابد للإنسان دائماً أن يرضى بقضاء الله وقدره، ويعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وحيث أن الدورة لديك قد انقطعت منذ سنة فهذا يعني أنك قد دخلت في سن انقطاع الدورة، ويعني هذا أن مخزون المبايض من البويضات قد نفد.
ولذلك فإن عليك الرضا التام بقدر الله تعالى، واعلمي أنه حتى لو تزوج زوجك ونسيك فيقينك يجب أن يكون أن الله تعالى لن ينساك، ويجب علينا دائماً أن نتفكر في الآية القرآنية التي يرددها الناس دائماً ولكن مع الأسف لا يكملونها، وهي: ((الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا))[الكهف:46]، فالأعمال الصالحة هي التي تبقى لك عند الله، وهي خير من المال والأولاد.
فلا تضيعي وقتك بالبحث عما قد لا يكون من نصيبك، واسعي في مرضاة الله تعالى واشغلي وقتك بما ينفعك في دينك وآخرتك فهذا خير لك من الزوج والولد، وهذا ما ينفعك في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
وهل من حق الزوج أن يتزوج في هذه الحالة؟ نعم من حقه ذلك، فإذا كان من حقه التعدد في الأحوال العادية، فهذه الحالة أشد وأولى، غير أن القرار في النهاية يعود إليه، والأصل أن الرجل مطالب بالإنصاف والعدل حال التعدد، فإن عجز عن العدل فالتعدد في حقه حرام؛ لأنه سيقع في الظلم الذي حرمه الله تعالى، ونحن نقدر شعورك نحو هذا الأمر، وشعور الغيرة وحب التفرد بالزوج هو غريزة في النساء جميعا، غير أن المرأة الحكيمة العاقلة هي التي تسيطر على هذا الشعور وتجعله سلما لنجاحها مع زوجها وذلك بالتنافس على خدمته، والتفاني في إرضاء الله عز وجل فيه، ولا تجعل هذه الغيرة معول هدم يهدم عشها، وينكد حياة زوجها.
نسأل الله لكما حياة زوجية مستقرة ومليئة بالطاعة والإيمان.
والله الموفق.