شاب اتفق مع فتاة على الارتباط بها وهي تطالبه بالوفاء بالوعد
2008-06-17 11:17:52 | إسلام ويب
السؤال:
أنا مدرس في إحدى الجامعات، أحببت إحدى الطالبات، ثم اتفقنا على الزواج في جلسة شرعية، عندما أردت التقدم لخطبتها كان الأهل قد أجبروها على ابن خالتها نظراً لظروفهم، منذ ذلك الحين والبنت تطالب بتحقيق الوعد وتعتذر عن إمكانية انفصالها لكنها تحملني مسئولية ذلك.
أنا لا أعرف ما هو التصرف الصحيح في مثل هذا الظرف؟
أفيدوني، جزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل جلاله أن يبارك فيك وأن يثبتك على الحق وأن يوفقك في مجال تخصصك العلمي وأن يرزقك زوجة صالحة تكون عوناً لك على طاعته ورضاه.
وبخصوص ما ورد برسالتك، فإني أرى أنك اتفقت مع هذه الفتاة - الطالبة عندك - على الزواج في جلسة شرعية - أنا لا أدري ما معنى جلسة شرعية؟ - أي: لعله في وجود أحد محارمها أو شيء من هذا القبيل - وعندما أردت أن تتقدم لخطبتها وكان الأهل قد أجبروها على ابن خالتها، وأنا لا أدري الآن هل أجبروها على الزواج به وهل تزوجت فعلاً أم أنها ما زالت مخطوبة؟! لأن هذا الكلام لم يتضح في رسالتك، لأنك - جزاك الله خيراً - اختصرت اختصاراً شديداً حتى غابت بعض المعلومات التي أحتاجها لشرح الموضوع ولكني سأتكلم بصفة عامة.
إذا كان قد تقدم لهذه الأخت ابن خالتها لخطبتها وأهلها قد أجبروها على خطبته فهذا أمر يرجع إليها لا يرجع إليك أنت، وليس لك في ذلك دخل وإنما هي التي تستطيع أن ترفض ابن خالتها وأن تعتذر لأهلها وأنت تتقدم في هذه الحالة، أما إذا كانت مخطوبة لابن خالتها فلا يجوز لك أن تتقدم لخطبتها مرة أخرى حتى وإن كنت قد وعدتها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يبع أحدكم على بيع أخيه، ولا يخطب أحدكم على خطبة أخيه)، فما دام قد تقدم لها رجل مسلم وارتضاه أهلها فلا يجوز لك أن تتقدم أنت لها الآن بعد أن أعطى أهلها كلمة لابن خالتها. حتى مجرد خطبة ما بالك لو أنه قد تم العقد فالأمر قد انتهى تماماً، لأنها بذلك أصبحت زوجة شرعية كاملة الزيجة لزوجها الذي عقد عليها.
كون إنها تحملك المسئولية عن ذلك فحتى وإن قالت هذا الكلام لا قيمة له، لأنك رجل مسلم تنضبط بضوابط الشرع، وأنت الحمد لله رجل محترم ومدرس في الجامعة وبإذن الله تعالى لك مستقبل كبير وعلى قدر من الوعي والإدراك وعلى قدر من الإيمان والعلم؛ لأنه لا يتصل عادة بهذا الموقع إلا أصحاب الفضل والمروءة وأصحاب الإيمان والإسلام، الحريصين على معرفة حكم الشرع فيما يواجههم في الحياة.
لذلك أرى أن كلام هذه الأخت لا قيمة له ولا تشغل بالك به - بارك الله فيك - لأنك الآن ما دمت جلست جلسة شرعية الأصل فيها أنك أردت أن تتقدم لخطبتها وأهلها في خلال هذه الفترة قد قبلوا رجلاً آخراً ودخل وخطبها، إذن الموضوع قد انتهى وهي في هذه الحالة ليست لك.. إذا كان في نفسها شيء فلها أن تراجع أهلها هي، أما أنت ماذا تفعل؟ أتذهب لأهلها وتقول لهم خلصوها من خطيبها الأول لأتقدم لها أنا؟! حتى وإن فعلوا ذلك - أخي الكريم - لا يجوز شرعاً، لأنها أصبحت الآن من حق الرجل الذي تقدم لها بصفة شرعية، فأنت - بارك الله فيك - ليس عليك لوم ولا عليك عتب، قد تكون مقصراً أنك تأخرت قليلاً في التقدم لخطبتها حتى تقدم لها ابن خالتها - هذا قد يكون وارداً - ولكن هذا أيضاً لا يحملك المسئولية لأن كل إنسان أدرى بظروفه، ثم إنها لو كانت لك - أخي المهندس محمد - ما تقدم لها أحد، لو كانت لك ومن نصيبك لحبسها الله تبارك وتعالى وحبس عنها أنظار الناس حتى تتقدم لها أنت، لأنها أحياناً قد تكون زوجة لك وفي فراشك ثم تطلق لأي سبب من الأسباب لتتزوج بغيرك وتنجب منه الأولاد والذرية وتحيا حياة بعيدة، وأنت نفس الشيء قد يكون رجلاً تحته امرأة قد قاتل الدنيا من أجلها ثم لا يلبث معها إلا قليل ويطلقها أو هو يتوفاه الله وتكون من نصيبك، أو يتوفاها الله وتنتهي المسألة؛ لأن الله تبارك وتعالى كما تعلم قدر المقادير وقسم الأرزاق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، من هذه المقادير وتلك الأرزاق - أخي الكريم محمد بارك الله فيك - قضية الزواج، ولذلك أحياناً المرأة تتزوج برجل وباثنين وبثلاثة كل له فيها نصيب، ولكن كل واحد أخذ المدة التي حددها الله له، فهذا يمكث معها عشر سنوات، وهذا يمكث معها خمس سنوات، وهذا يمكث معها يوماً واحداً، هذا يعقد عليها ولا يدخل بها، هذه أقدار الله سبحانه وتعالى.
إذن أرى ألا تشغل بالك بذلك - بارك الله فيك - وتحقيق الوعد الآن ليس في صالحك؛ لأنه لا يجوز شرعاً أن تتقدم - كما ذكرت - لأهلها لتقول لهم: والله إني أريد أن أتزوج ابنتكم، وأنا كنت ناوي أن أتزوجها، ولكن تقدم لها فلان.. هذا لا يجوز شرعاً أن تتكلم فيه مطلقاً ولا داعي.
قل لها: أختي الكريمة كل شيء قد انتهى وأنت ابن خالتك من نصيبك؛ لأن الله تبارك وتعالى قدر الذي يقبل عند أهلك، وهذا أمر يخصك أنت، إن أردت أن تواصلي الرحلة مع ابن خالتك فهذا أمر يرجع إليك، وأنا لا أريدك أن تفعلي شيئاً يغضب الله تعالى؛ لأنه لا يجوز لها أن تفسخ الخطبة أيضاً من أجلك، ما دام قد تم الأمر فالأمر قد انتهى، وأنت لعل الله أن يرزقك خيراً منها، ورجائي كما ذكرت ألا تشغل بالك بمثل هذا الأمر والتفت لعملك بارك الله فيك - وابحث لك عن زوجة صالحة، والنساء غيرها كثير، وأسأل الله تبارك وتعالى أن يرزقنا وإياك الهدى والتقى والعفاف والغنى وأن يمنَّ عليك بزوجة صالحة تكون عوناً لك على طاعته ورضاه.
هذا وبالله التوفيق.