الخجل والشعور بالدونية
2008-05-15 09:33:04 | إسلام ويب
السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد:
أنا طالب جامعي جميع أصدقائي لي بهم علاقات طيبة والحمد لله، إلا في حالة التقائي بشخص لا أعرفه سواء شباباً أو شابات ينعتونني بصفات التكبر.
ولا أعتقد بنفسي صفات التكبر بل هو الخجل والله وخاصة الفتيات، حتى الكلام لا أفهم ماذا أقول! حيث أني أكون صامتاً أمامهم، فأحس في نفسي أني ضعيف الشخصية.
وعند الكلام أحس بأني شخص ثرثار حيث أحس أن كلامي لا معنى له.!
كيف أتخلص من هذه العادة؟ وكيف أكون شخصاً وسطياً ومعتدلاً ومتواضعاً؟ أنا أريد تطبيق حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (من تواضع لله رفعه).
أرجو الإجابة في أقرب وقت ممكن، فأنا في ضغط نفسي. أريد أن أرتاح. وجزاكم الله خيراً.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد الأمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا تواصلك معنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله تبارك وتعالى أن يرزقك القوة والثبات وأن يقوي عزيمتك، وأن يعيد إليك ثقتك في نفسك، وأن يرزقك محبة كل من يتعامل معك، وأن يزرع محبتك في قلوب جميع المسلمين وأن يعينك على فعل ما يرضيه وأن يجعلك شخصية معتدلة سوية ناجحة موفقة.
بخصوص ما ورد برسالتك - ابني الكريم محمد الأمين – فأنا بداية أتصور أنك مازلت في المرحلة الأولى من التعليم الجامعي، والتعليم الجامعي – ولدي الكريم – يختلف عن المرحلة الثانوية، فهو تعليم مفتوح وفيه أشياء لم تكن تحدث في المرحلة الثانوية، عالم غريب مختلف تماماً عمَّا كنت عليه، كنت في الثانوية مع مجموعة من زملائك لعلهم بدؤوا معك من الصف الأول الثانوي بل لعلهم بدؤوا معك من قبل ذلك، ولذلك عرفتهم وعشت معهم وألفتهم ولم تكن تشعر بهذه المشكلة، أما الآن وأنت في مجتمع مفتوح فيه طلبة من كل المدارس ومن جميع الجهات غالباً تعرفهم أو لا تعرفهم ولذلك بدأت تحدث المشكلة، مجتمع كبير وأنت خبراتك الاجتماعية مازالت متواضعة والدليل على ذلك أن لك جميع الأصدقاء لك بهم علاقات طيبة وهذا يدل على أنك لست مريضاً؛ لأن الصاحب ساحب والمرء على دين خليله ولن يحكم عليك أحدٌ أفضل من صديقك الملاصق لك، فما دامت علاقتك طيبة مع أصدقائك القريبين منك فأنت على خير، ولذلك هذا الخجل إنما هو نتيجة هذه الأعداد الكبيرة التي تضطر للتعامل معها بحكم طبيعة الوجود في الجامعة.
وأنا أعتبر أنها مسألة وقت وليست مشكلة حقيقية، وليست معضلة وإنما مع تكرار التواجد في الجامعة ومع تكرار هذه الحوارات التي تحدث ما بين طلاب الجامعة في مواضيع شتى ومختلفة ومتفرقة سوف تكتسب - إن شاء الله تعالى – قوة اجتماعية كبيرة في الحوار والإقناع - بإذن الله عز وجل - .
القضية التي عندك إذا كانت مسألة الخجل فإن الخجل كما تعلم مرض، لأن هناك فرقاً بين الحياء والخجل، ولذلك سوف نحيلك أيضاً على المستشار النفسي ليقدم لك وصفة تتعلق بالخجل وكيفية القضاء عليه، ويمكنك أيضاً أن تدخل على المواقع النفسية التي تتكلم عن الخجل وعلاجه وتتعرف على ذلك على أن تستعمل من هذه الأدوية أو تلك العلاجات العلاج النفسي فقط، أما إذا كانت هناك أدوية كيماوية أو أدوية مركبة فأرى ألا تكتفي بالإنترنت وإنما تستشير طبيباً، وإن شاء الله تعالى سيقدم لك - أخي المستشار النفسي – سيقدم لك وصفة لعلاج الخجل.
فعلاً قد يكون الخجل يؤدي بك إلى عدم القدرة على الإفصاح عما يدور بخاطرك أو يؤدي بك إلى عدم انتظام العبارات التي تخرج منك، أو يُشعرك بأن كلامك تافه وأنه ليس مقبولاً ولا مقنعاً، هذه كلها من أعراض ومن آثار الخجل، لأنك تشعر بأنك أضعف من غيرك وأنك أقل منهم، وهذه هي المشكلة.
أنت مثل غيرك تماماً، هم طلبة في الجامعة وأنت زميلهم، بل لعلك أن تكون أفضل منهم – ولدي محمد – فأحسن الظن بالله تعالى ولا تتهم نفسك أبداً، واعلم أنك على خير، والحمد لله الدليل على ذلك أن علاقاتك طيبة مع زملائك وأصدقائك المقربين منك، وهذا هو الذي يكفيك، أما سوى ذلك فسوف تأتي مع الأيام - بإذنِ الله تعالى - فأتمنى ألا تشغل بالك بذلك وألا تجعلها قضية.
كما أتمنى أن تنتبه لدراستك وأن تنتبه لمذاكرتك، وأن تضع أمامك هدفاً كبيراً أن تكون متميزاً، وأن تكون من أوائل دفعتك حتى تتمكن من أن تخدم دينك وحتى تتمكن من العيش بأمان في هذا المجتمع الذي أشبه ما يكون بعالم الغاب لا بقاء فيه إلا للأقوى.
ركز على مذاكرتك وركز على دراستك وحاول ألا تشغل بالك بهذه الآثار والأعراض الموجودة، وإن شاء الله سوف تقرأ إجابة أخي المستشار النفسي وفي ذلك الكفاية، وعليك بالدعاء أن يعافيك الله من هذا البلاء، وأن يشغلك الله عز وجل بما يعود عليك بالنفع في دينك ودنياك، وأن يوفقك في دراستك.
مع تمنياتنا لك بالتوفيق، والله الموفق.