نصيحة لعامل يعاني كثرة النوم والتقصير في الفضائل الشرعية.
2008-04-18 17:28:58 | إسلام ويب
السؤال:
أعاني من كثرة النوم، ولا أقدر على العمل، علماً بأني لا أتريض، وأتعشى كثيراً - وجبة العشاء - علماً بأن عملي كالتالي:
دوام من بعد الفجر إلى العصر، وأنام قليلاً مقدار نصف ساعة للقيلولة، ثم بعد ذلك دوام إلى الساعة العاشرة، وأكون متعباً حتى لا أقدر أن أحافظ على الأوراد وقراءة القرآن.
ما العمل؟ وما الحل؟ وأنا قد ذكرت هذه الأسباب، علماً بأن وزني قد قارب خمسة وتسعين والطول 162.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ حميد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله سبحانه وتعالى أن ييسر أمرك، وأن يبارك لك في وقتك، وأن يمتعك بالصحة والعافية في الدين والدنيا.
وبخصوص ما ورد برسالتك: فبداية أقول لك: كان الله في عونك؛ لأن دوامك الطويل بهذه الصورة شيء يفوق الطاقة، ولعل هذا من أهم أسباب عدم قيامك بالتزاماتك الشرعية التي تعودت عليها، وحقاً إن هذا الدوام مرهق للنفس والبدن، وأرى أن الحل الأمثل هو ضرورة تخفيف هذا الدوام والاكتفاء بالدوام الصباحي الذي يستغرق أكثر من ثلثي اليوم، وقل لي بربك: ماذا بقي لك من وقت لأولادك وأرحامك ناهيك عن نفسك؟ ألم تسمع قول حبيبك صلى الله عليه وسلم: (إن لنفسك عليك حقاً ولأهلك عليك حقاً ولربك عليك حقاً؟!) أرى أن دوام عملك بهذه الطريقة قد ضيع الحقوق كلها، وهذا أمر له آثاره السيئة على حياتك كلها مستقبلاً؛ ولذلك أكرر ما قلته من ضرورة الاكتفاء بالدوام الصباحي حتى وإن ترتب على ذلك ذهاب بعض المكاسب؛ لأنها مهما كانت لن تكون بحال أغلى من نفسك أو دينك أو أهلك وولدك.
فاستعن بالله وابدأ إجراءات تخفيف الدوام، وهذه هي الخطوة الأولى في الطريق الصحيح، وتأتي بعد ذلك النقطة الثانية وهي ضرورة الالتزام ببرنامج رياضي ولو أن تمشي يومياً بمعدل نصف ساعة حتى تزيل عن نفسك هذا الكسل والخمول الذي تعاني منه، وأنا واثق من أنك إذا خففت دوامك والتزمت بالمشي يومياً، وكذلك تخفيف وجبة العشاء؛ فسوف تلاحظ تحسناً واضحاً في حياتك كلها؛ حيث سيخف وزنك، ويزداد نشاطك، وترتفع معنوياتك، وتحافظ على الأوراد والأذكار التي تعودت عليها، وسينشرح صدرك، وتستقر نفسياً وصحياً، وتشعر بالسعادة ترفرف على حياتك وحياة من حولك، فاستعن بالله وخذ هذا القرار ولا تبخل على نفسك وأولادك؛ لأننا نجمع الأموال لإسعادهم، فإذا تحول جمع المال إلى شقاء وضياع لهم ولأبيهم وعلى حسابهم؛ فلا بارك الله بعد ضياع الدين أو الأولاد في أي مال مهما كان حجمه.
وأتمنى أن تجتهد في تغيير هذا الواقع بأي وسيلة ممكنة لأنها الحل الوحيد الذي لابديل له فيما أعلم.
والله الموفق.