كيفية إرضاء الوالد بالتحصيل العلمي الجيد
2008-04-18 16:55:03 | إسلام ويب
السؤال:
السلام عليكم
لقد حصلت على معدل مقبول، ثم استخرت الله تعالى في الحرم المكي لإعادة السنة الدراسية، لكنني أحسست براحة ولم أعد السنة، ولكن السنة الجديدة كانت أسوأ من التي قبلها، والسنة التي لم أعدها وضعوا لها تسهيلات كثيرة، فهل هذا يدل على عدم استخارتي جيداً؟ وكيف أتخلص من وساوس الشيطان إذ أنني أحس دائماً بالحسرة لأنني لم أعد السنة؟
سؤال آخر: أنا دائماً أحس بالذنب لأنني أتسبب كل سنة في غضب وحزن شديد جداً لأبي بسبب مستواي المتدني، مع العلم أن أبي أهم إنسان في حياتي، لكن للأسف لا أستطيع إسعاده، وهذا الشيء يؤلمني كثيراً.
وشكراً جزيلاً لكم.
الإجابــة:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن الإنسان إذا استخار ربه يكون قد أدى ما عليه، والصواب أن يرضى بما يقدره القدير، وأنت لا تعلمين أين يكون الخير! وليس وجود التساهل ضمان لتحقيق نتائج أفضل لأن لأمر لله من قبل ومن بعد.
وأرجو أن تهتمي بدراستك وبتنظيم وقتك ثم توكلي على الله وكوني راضية بما يقسمه لك وما يقدره سبحانه، وإذا لاحظ أهلك منك الاجتهاد والحرص فلن يبالوا بالنتيجة لأن المرء عليه أن يسعى ويحاول ولكن ليس عليه إدراك النجاح، وربما تخلف النجاح لابتلاء من الله، وعجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن أن أصابته سراء شكر فكان خيراً له أو أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.
وقد أحسن من قال:
وما نيل المطالب بالتمني *** ولكن ألق دلوك في الدلاء
وقد صدق من قال أيضاً:
إذا لم يكن من الله عون للفتى *** فأول ما يجني عليه اجتهاده
ونحن سعداء بقولك أبي هو أهم إنسان في حياتي، وأرجو أن تطلبي منه الدعاء، ونتمنى أن يرى منك الاجتهاد والإصرار على طلب العلم والصبر على ذلك.
وأرجو أن تعلمي أننا في خدمة بناتنا وأبنائنا، ولا يمكن أن ننزعج من تساؤلاتهم واستشاراتهم، فالشباب هم أمل الأمة بعد الله.
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالبعد عن معاصيه فإن الخطيئة تنسي العلم، وأكثري من الاستغفار والصلاة والسلام على رسولنا المختار.
وبالله التوفيق والسداد.